شكل الصالون الدولي للطاقات المتجددة والطاقات النظيفة والتنمية المستدامة (ايرا 2011) الذي اختتمت فعالياته بوهران محطة جديدة للجزائر للتأكيد على الاهمية التي توليها لبرنامج الطاقات المتجددة، كبديل حتمي للاقتصاد الوطني الذي يعتمد كلية على المحروقات، حيث كان هذا الصالون فرصة لتجديد العزم امام الشركاء الدوليين المهتمين بهذا المجال على رفع هذا التحدي. ولعل المشاركة الوطنية والاجنبية الواسعة المسجلة بمناسبة هذه الطبعة الثانية تعكس هذه الرؤية بما لا يقل عن 70 مؤسسة منها 28 أجنبية مقابل مجموع 52 عارضا خلال الطبعة الأولى المنظمة في 2010 بتمنراست، كما تم تسجيل في يوم واحد إقبال 1500 زائر من المهنيين، في حين تم تسجيل 1300 دخول على مدى الطبعة الأولى. ويعود الاهتمام الكبير الذي يوليه المتعاملون للصالون لأهمية البرنامج الوطني المخصص للطاقات المتجددة، حيث اشار العديد من الخبراء المشاركين في هذا اللقاء بأن البرنامج الوطني يراهن في أفق عام 2030 على نسبة 40 بالمائة من الإنتاج الكهربائي ابتداء من الطاقة الشمسية. ودائما في سياق ايلاء الاهتمام بهذا الجانب ينتظر أن تستضيف جامعة العلوم والتكنولوجيا محمد بوضياف لوهران (ايسطو) الطبعة الثانية للمنتدى الاسيوي العربي حول الطاقة المستدامة في ماي 2012 ، إذ سيتصادف هذا المنتدى مع الورشة الرابعة الدولية حول البرنامج الجزائري- الياباني ''صحرا سولار بريدار'' المخصص لتنمية التكنولوجيات الشمسية. ويشكل تنفيذ رؤية مستقبلية فى مجال التموين الطاقوي بدعم للبرنامج الجزائري الياباني الهدف الرئيسي للمنتدى القادم، علما أن المشروع انطلق في جانفي 2011 بالشراكة مع مجموعة متكونة من ستة جامعات ووكالتين يابانيتين (جيكا وجيستا). وستسمح هذه العملية في آجال لا تتعدى خمس سنوات بنقل الطاقة الشمسية من الجنوب إلى الجهة الشمالية للبلاد بهدف تزويد محطات تحلية مياه البحر. كما ستستفيد جامعة ايسطو من إنشاء مركز للبحث في مجال تنمية التكنولوجيات الشمسية في إطار برنامج التعاون الذي يتضمن أيضا انجاز مزرعة تجريبية للطاقة الشمسية بسعيدة. وتتزامن هذه الحركية الطاقوية مع اعتزام الشروع في إنتاج وحدات أساسها السيليسيوم متعدد الأقطاب الشفافة في المجال الصناعي بالجزائر حسب ما صرح به مدير وحدة تطوير تكنولوجيات السيليسيوم أول أمس بوهران. وتستخدم هذه الوحدات لاحتجاز الطاقة الشمسية على مستوى المصنع الأول المعتمد على هذه التكنولوجية المزمع تشغيله في 2013 برويبة، كما أوضح السيد مسعود بومعور الذي يتكفل جهازه بالمرافقة التقنية للمشروع. وستسمح هذه العملية المسطرة من طرف مجمع سونلغاز بالشراكة مع شركة ألمانية بصنع سبائك وخلايا وألواح للطاقة الشمسية أساسها السيليسيوم متعدد الأقطاب الشفاف حسبما أشير إليه. وسيتوفر مصنع رويبة على طاقة لإنتاج الكهرباء تقدر ب 116 م واط /سنويا كما ذكر مدير وحدة تطوير تكنولوجيات سيليسيوم، مشيرا إلى أن ''هذه المبادرة تسجل الجزائر ضمن ديناميكية دولية''. وذكر في هذا السياق، بأن 65 بالمائة من السوق العالمية لتكنولوجيات ألواح الطاقة الشمسية موجهة نحو السيليسيوم القطبي الشفاف بسبب مردوده وتكلفته الأقل مقارنة مع الأحادي الأقطاب الشفاف. وهكذا فإن الجزائر قررت الدخول في مراحل تمهيدية لمشروع برنامج الطاقات المتجددة في الوقت الذي يبدي فيه العديد من المستثمرين الاجانب اهتمامهم بالمشاركة في تنفيذ البرنامج، مثلما اكده فيما سبق وزير الطاقة والمناجم السيد يوسف يوسفي الذي اشار إلى أن الجزائر مستعدة لدراسة كل اقتراح شراكة في هذا المجال سواء كان في اطار مشاريع ديزارتاك أوترانسغرين أوالمخطط الشمسي المتوسطي. وكانت الجزائر قد حددت 60 مشروعا في مجال الطاقات المتجددة التي من شأنها رفع إنتاجها من الكهرباء، انطلاقا من هذه الطاقات البديلة إلى 3000 ميغاواط في مطلع ,2020 والتي ستمكن من إنتاج ما بين 2500 و3000 ميغاواط من الطاقة الشمسية والهوائية. كما تنوي الجزائر كذلك تصدير نحو أوروبا بالشراكة مع مشترين أوروبيين 2000 ميغاواط من الطاقات المتجددة في مطلع 2020 و10.000ميغاواط في مطلع ,2030 ويرى متتبعون أن مشروع تطوير الطاقات المتجددة من شأنه مساعدة الجزائر على إنتاج 40 بالمائة من احتياجاتها من الكهرباء.