افتتحت أمس ب»قرية آث هاشم» بتيزي وزو، فعاليات الطبعة الثالثة لعيد الزربية الذي تنظمه الجمعية الثقافية التابعة للقرية المذكورة بالتنسيق مع مديرية الصناعات التقليدية والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة. هذه التظاهرة التي ستمتد إلى غاية الثامن من الشهر الجاري، يُرتقب أن تنعش راهن الحرفيين والحرفيات بمنطقة آث هاشم الواقعة على بعد 50 كلم شمال عاصمة الولاية، ومن أجل انجاح فعاليات هذه التظاهرة الثقافية الكبيرة التي أصبحت عادة بمنطقة القبائل، سطّر القائمون على تنظيم هذه الطبعة المميزة لعيد الزربية لآث هاشم، برنامجا متنوعا الذي يتضمن معرضا واسعا لمختلف الصناعات التقليدية. وبمشاركة العديد من العارضين والعارضات، ستعرض منتجات تقليدية لعدة ولايات كغرداية، خنشلة، الوادي، وتلمسان، ويمكن للهائمين بفن الزربية متابعة ما يتفنن رجال ونساء كل ولاية في صناعته بلمسات خاصة تجعلها تميّز كل ولاية عن غيرها وسط حضور مكثف لعدة مؤسسات منها ‘'لونساج'' وغيرها، قصد إعطاء نفس جديد لهذا الحدث من خلال توجيه نصائح وتقديم شروحات مفصلة عن كيفية حصول الشباب على قروض تسمح لهم بإنشاء مؤسساتهم المصغرة، لاسيما في مجال نسج الزرابي الصناعة الضاربة جذورها في تاريخ البشرية، ومنطقة جرجرة مثال على ذلك. كما تفتح هذه التظاهرة الثقافية والاقتصادية المجال للحرفين المشاركين لترويج منتجاتهم التقليدية، لاسيما نسج الزرابي خاصة وأنّ تنظيم التظاهرة تزامن مع موسم الاصطياف من خلال توافد وإقبال الزوار، سيما المغتربين الذين يحبذون اقتناء أدوات وأغراض تقليدية ترمز لمنطقة القبائل وتذكرهم بوطنهم الأم. هذا ويعتبر فن النسيج فضاء للمرأة تعبر من خلاله عن أحاسيسها وحياتها اليومية، وذلك عن طريق وضع رموز، أشكال وألوان على زريبتها التي تختلف أسماؤها فمنها ما يسمى ب''أخلال'' و''أعذيل»، وهي أغطية تستخدم في فصل الشتاء، حيث لا يخلو جهاز العروس بمنطقة القبائل منها، وكذا منسوجات أخرى التي تستخدم لتزيين المنازل. كما أن المرأة القبائلية تعتمد على هذه الحرفة لتلبية حاجياتها الاقتصادية مثلما يوضحه القول المشهور في المنطقة والذي يردد عند الشروع في عملية النسيج ‘'أيها الرجل إن لم أعجبك، فإن بيت أبي موجود بأنسجة برنوس جميل يدر علي المال كالمطر، سآكل القمح والشعير وأتفادى الزواج التعيس'‘. وترتبط زربية آث هشام بعادات وتقاليد وتاريخ المنطقة من خلال ما تبرزه من رسومات وأشكال يعتز بها سكان القبائل مستمدة من التراث الأمازيغي العريق، فلا يوجد بيت لا يحتوي على زربية، والبيت الذي لا توجد به زريبة حسب معتقدات اهالي المنطقة، يكون منبوذا، فالزربية في منطقة القبائل لها تاريخها العميق وهي التي تدخل في ثقافة كل مواطن.