يصنع مستقبل ركائز المنتخب الوطني الحدث في الآونة الأخيرة، في ظل الغموض الكبير الذي يكتنف وجهتهم القادمة، وبالرغم من مرور عدة أسابيع على افتتاح سوق التحويلات الصيفية، إلا أنّ مسألة انتقال نجومنا إلى الأندية الأوروبية التي أبدت رغبتها في انتدابهم، لم تعرف أي مستجدات ملموسة وهو الأمر الذي بقدر ما يطرح عدة علامات استفهام بخصوص صحة الاتصالات، فإنه من جهة أخرى قد يلقي بظلاله سلبا على المنتخب الوطني المقبل في سبتمبر القادم على تحد صعب في مواجهة نظيره الليبي. بودبوز صخب كبير دون أي ملموس صنعت و لازالت تصنع قضية انتقال «رياض بودبوز» أحد أبرز لاعبي المنتخب الوطني في الوقت الراهن الحدث، بعدما جرى ترشيح رياض منذ الموسم الماضي لأن تكون صفقة انتقاله الأبرز في البطولة الفرنسية، إلاّ أنّه رغم الصخب الإعلامي الكبير في فرنسا والجزائر، بقي تحويل بودبوز دون أي تجسيد لحد الآن، رغم ارتباط اسمه بأعرق الأندية الأوروبية به، على غرار العملاقين الإنجليزيين أرسنال وليفربول، وحتى الاندية الفرنسية في صورة أولمبيك مرسيليا التي كان قاب قوسين أدنى من الإمضاء له، غير أنّ الأمر تغير تماما منذ انطلاق فترة الانتقالات الصيفية، واتضح جليا بأن الهالة الإعلامية التي أثيرت حول انتقال صانع ألعاب سوشو الفرنسي إلى أحد الأندية الأوروبية، لا يمكن وصفها سوى بأنّها مجرد حبر على ورق، ولا تتعدى نطاق التهويل الإعلامي ولا غير. مسلسل مصباح لم يدرك فصله الأخير على المنوال ذاته، يسير مسلسل «جمال الدين مصباح» الظهير الأيسر للعملاق الإيطالي جمعية ميلانو، فابن قسنطينة لا تزال مسألة بقائه هو الآخر غير واضحة بعد مرور 6 أشهر فقط على وصوله إلى ميلان. ولا زال احتمال مغادرة جمال الدين للميلان أو مواصلته اللعب موسم آخر في تشكيلة آليغري يصنع الحدث في أكبر المواقع الايطالية و العالمية المختصة في أخبار سوق انتقالات نجوم كرة القدم التي أكدت انتقاله إلى أودينيزي، وخرجت في اليوم الموالي تنفي ذلك مؤكدة انتقاله إلى تورينو ليؤكد مصباح رفضه اللعب تحت ألوان هذا الأخير. ويبقى الأهم من كل هذا أن المتضرر الأول والأخير هو المنتخب الوطني، سيما وأن ابن قسنطينة يبقى من العناصر التي يعول عليها كثيرا حليلوزيتش في ظل عدم وجود بديل مثالي في منصبه، بحكم افتقاد بن موسى للتجربة اللازمة. قادير من اهتمامات أكبر الأندية إلى الاتجاه نحو التجديد حتى «فؤاد قادير» نجم فالنسيان الفرنسي الذي قدم موسما ناجحا جدا، يعتبر الأفضل بالنسبة له في مسيرته الاحترافية، سواء مع فريقه أو حتى مع المنتخب الوطني منذ التحاقه بالخضر قبل مونديال 2010، الأمر الذي جعله مع نهاية الموسم الحالي ضمن اهتمامات أكبر الأندية في صورة ريال سوسيداد وعمالقة فرنسا كأولمبيك مرسيليا، ليل وسانت إتيان، إلا أنه يتجه في آخر المطاف، وحسب الأخبار الواردة من محيط اللاعب في الساعات الماضية إلى المواصلة لموسم آخر على الأقل رفقة ناديه لعدم وجود عرض جدي من هذه الأندية. مبولحي أمام خيارين أحلاهما مر أما «رايس وهاب مبولحي» الحارس رقم واحد في تشكيلة المنتخب الوطني، فمستقبله مع نادي سيسكا صوفيا البلغاري الذي يلعب معه في شكل إعارة من ناديه الأصلي كريليا سوفيتوف الروسي، لازال غير واضح رغم تأكيد «ديميتري بوريسوف» رئيس سيسكا صوفيا أنه متمسك ببقاء مبولحي في صفوف فريقه، إلا أن الخطوة الأخيرة لبوريسوف بانتداب حارس شاب لمنافسة مبولحي على مكانته جعلت الحارس الرحالة كما يسمى يسارع إلى البحث عن تغيير الأجواء حسب الصحافة البلغارية. حليش اللغز!!! من جهة أخرى، يبقى «رفيق حليش» اللغز المحير، إذ لا يفهم كثيرون لحد الآن السبب الذي يجعل من ابن حسين داي يطيل المكوث كل هذه المدة في نادي فولهام الإنجليزي رغم التهميش الذي يعانيه هناك منذ التحاقه بانجلترا عقب مونديال جنوب إفريقيا، مكتفيا بالمكوث على مقاعد البدلاء أو المشاركة في دقائق معدودة مع الفريق الرديف لفولهام، كل هذا أضر بمستقبله مع المنتخب الذي لم يجد بديلا له في هذا المنصب، سيما بعد اعتزال عنتر يحيى. يبدة يضيع انطلاقة «الليغا» ويؤجل عودته للخضر الواضح أنّ غياب «حسان يبدة» متوسط ميدان نادي غرناطة الإسباني الطويل عن المنافسة لا يخدم مصلحة المنتخب، الذي هو في حاجة ماسة إلى لاعبين جاهزين للاستحقاقات القادمة، وفي مقدمتها مباراة ليبيا الفاصلة للتأهل لنهائيات كأس أمم إفريقيا، وسط حالة 2013 التي ستكون الأصعب في مشوار التصفيات والتي تأكد تضييع يبدة لها رسميا بعد تضييعه لانطلاقة «الليغا» بسبب إصابته التي لم تعرف أي تحسن، مؤجلا بذلك عودته إلى الخضر إلى اشعار آخر. قالها حليلوزيتش: «كفوا عن تضخيم لاعبيكم» وسط حالة المدّ والجزر، يبقى عشاق ومتتبعي المنتخب الوطني تائهين وسط الأخبار والإشاعات المتضاربة حول نجوم الخضر. وسبق للناخب الوطني «وحيد حاليلوزيتش» أن طالب الصحفيين الجزائريين بالكف عن تضخيم لاعبي المنتخب الوطني في الربيع الماضي، مؤكدا أن الخضر لا يملكون نجوما كبار وعالميين حتى نبالغ في إعطائهم كل هذا الاهتمام ونربط انتقالهم دائما بأعرق النوادي العالمية، وفي الأخير يتضح أن كل ذلك ما هو إلى مجرد اجتهادات صحفية إن لم نقل عنها افتراءات، مشيرا أن ذاك الأمر سينعكس سلبا ليس على اللاعب المعني فقط ولكن على المنتخب ككل.