أجمع مؤرخون على ضرورة العمل على تفعيل الجهود لإجهاض مسعى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، الذي جعل من استرجاع أملاك الأقدام السوداء بالجزائر أولوية زيارته المرتقبة للجزائر شهر أكتوبر القادم. وفي تصريحات خاصة ب«السلام”، ألّح هؤلاء على حتمية التعاون مع الحكومة قصد إجهاض المساعي الفرنسية القائلة بالتزام الجزائر بتعويض الأقدام السوداء، غداة إحياء جهات فرنسية لمزاعم ادعت أحقية هؤلاء بها. وقال المؤرخ الطاهر بن عيشة أنّ السلطات الفرنسية هي الأولى بتعويض الجزائر عن الاستنزاف الفاحش لثروات هذه الأخيرة طيلة 130 سنة من الاستعمار، بدلا من مبادرتها بفتح ملف أملاك الأقدام السوداء بالجزائر الذي يفتقر إلى مبررات ودلائل تجسد شرعيته - على تعبير المتحدث - الذي أكد عدم امتلاك فرنسا الحق في أي شبر من الجزائر، داعيا الحكومة وسائر الناشطين في مجال كتابة التاريخ إلى ضرورة التصدي لهذه المبادرة الفرنسية. في السياق ذاته، شدد المؤرخ زهير إحدادن على أنّ طي صفحة ما خلفه الاستعمار في مسار العلاقات الجزائرية الفرنسية والسعي إلى تفعيلها، يمرّ عبر تخلي فرنسا عن مطالبها المزعومة بخصوص أملاك الأقدام السوداء، وعبّر إحدادن عن دعمه وتأييده الكامل لموقف شريف عباس وزير المجاهدين الذي قال في تصريحات صحفية، إنه لا مجال لفتح مجال للتفاوض مع الحكومة الفرنسية بخصوص مزاعم الأقدام السوداء. ولفت إحدادن: “فرنسا لا تملك في الجزائر أي حق بحكم التاريخ الواضح الشاهد على ذلك”، مشددا في المقابل على ضرورة التزام الحكومة الفرنسية بتسليم أرشيفها الاستعماري في الجزائر للسلطات المحلية بعد انقضاء المدة القانونية المقدرة على الأكثر ب 40 سنة، مناشدا المؤرخين وجمهور الباحثين إلى بذل المزيد من الجهود للملمة التاريخ الجزائري الزاخر وإعادة كتابته بأصوله وحيثياته الحقيقية، ووقف الاعتماد على المراجع الفرنسية التي تعمد بعضها على تزيفه، داعيا الحكومة إلى التعاون وتسهيل تجسيد هذه المبادرة التي ستكون الأجيال القادمة في أمّس الحاجة إليها، في ظل الغموض الذي لا يزال يكتنف عددا من الوقائع إبان الاستعمار الفرنسي للجزائر. من جانبه، عبر الطيب الهواري رئيس منظمة أبناء الشهداء عن عدم مبالاته بفتح فرنسا لملف أملاك الأقدام السوداء بالجزائر، حيث قال إنّه بين الجزائروفرنسا، ملف يجسد بحرا من الدماء لا يمكن للجزائر نسيانه والتنازل عن حقها في اعتراف فرنسا بجرائمها في الجزائر-على حد تعبير المتحدث- الذي استغرب إقدام فرنسا على الاعتراف بجرائمها ضد اليهود ووقوف رئيسها الجديد شخصيا للترحم على قبور بعض الشخصيات اليهودية، في الوقت الذي تصر فيه بالمقابل على المماطلة واختلاق الحجج والأعذار لتفادي الرضوخ لمطالب الجزائر القائلة باعتراف فرنسا بجرائمها. وتوعد رئيس منظمة أبناء الشهداء برد فعل قوي في وجه ملف الأقدام السوداء الذي سيركز عليه هولاند في زيارته المرتقبة شهر أكتوبر المقبل إلى الجزائر، مشيرا إلى رفضه التام للطرح الذي يلتزم به الرئيس الفرنسي الجديد إزاء هذه القضية التي تجاوزها الزمن بحكم ضعف موقفها –على حد تعبير المتحدث-.