يشهد قطاع التربية في ولايتي المدية وأدرار، حالة من الطوارئ مع سيل الطعون التي رفعها المقصون من مسابقات أستاذ التعليم لجميع الأطوار في مختلف التخصصات، وفيما ارتضى البعض لغة الاعتصامات شنّ آخرون إضرابا عن الطعام احتجاجا على مؤدى تلك المسابقات. في ولاية المدية، عبّر هؤلاء الغاضبين عن تفاجئهم للنتائج المعلن عنها بعدم إدراج أسمائهم ضمن قائمة الناجحين في هذه المسابقات، رغم حصولهم على نقاط معتبرة في دراسة الملفات وعلامة كاملة في المقابلات، وشدّد المعنيون من خلال رسالة وجهوها إلى مدير التربية، على حتمية مراجعة الموقف والنظر في طعونهم المؤسسة، لكونهم متحصلين على الشهادات المطلوبة وقيامهم بإيداع ملفات ترشحهم في الآجال المحددة قانونا. وناشد مقصو المدية مسؤول مديرية التربية بالولاية لإعادة النظر في كثير من الأمور، سيما تحفظاتهم حول بطاقات الإقامة لفريق من الناجحين، حيث يطالبون بالإتيان بها والتحقق من مصداقيتها على اعتبار أن بعضهم أتوا من خارج الولاية، فضلا عن الخلط الواقع بحسبهم في أرقام التسجيل بين الناجحين والراسبين، إلى جانب نجاح موظفين مرسمين في التعليم، وبنظرهم كان من الأولى منح الأولوية للبطالين والذين يحوزون على سنوات خبرة في عقود ما قبل التشغيل. كما طالب الغاضبون في رسالتهم التي وجهت نسخة منها إلى والي الولاية، بتعليل نقطة إقصاء حاملي شهادة الماجستير وكذا رفض شهادات العمل للمتعاقدين العاملين في قطاع التربية في الإدارة، وعدم تثمين عملهم وتهميشهم، علاوة عن استغرابهم لنجاح بعض المترشحين الذين ليس لهم أي خبرة في التعليم على غرار خريجي دفعتي 2011 و2012 وإقصاء ذوي الخبرة بالمقابل من خريجي عامي 1997 و2007. في سياق متصل، قرّر عدد من المقصين من مسابقة توظيف الاساتذة في أدرار الدخول في اضراب عن الطعام أمام مقر مديرية التربية الولائية، احتجاجا على نتائج مسابقة التوظيف التي تم تنظيمها في 12 أوت الماضي، في مختلف الأطوار وشارك فيها آنذاك 3618 مرشح من مجموع 3815 مسجل، بينهم 2162 في الطور الابتدائي و977 بالطور المتوسط و676 بالطور الثانوي. وأظهرت النتائج المسجلة نجاح 332 أستاذ بينهم 25 أستاذا في اللغة الفرنسية بالطور الابتدائي، بينما تم تسجيل نجاح 29 معلما آخر للغة الفرنسية و149 للغة العربية، إضافة إلى 149 معلم احتياطي للغة العربية، أما في الطور المتوسط فتم تسجيل نجاح 95 أستاذا في ثماني تخصصات و85 احتياطيا في ست تخصصات اخرى، بينما نجح 89 أستاذا وجرى إجازة 61 كاحتياطيين في 11 تخصصا بينها اللغات الاسبانية، الألمانية، الانجليزية والفرنسية.ويتهم المقصون في أدرار مديرية التربية بعدم تطبيق المعايير المعمول بها في قانون التوظيف بالوظيفة العمومي، مما تسبب بنظرهم في عدم نزاهة النتائج المعلنة، مؤكدين وجود دلائل دامغة على ذلك، حيث يشككون في دواعي التأخر في الاعلان عن النتائج مما ضيّق الخناق على فترة الطعون. وأبدى المقصون استياءهم إزاء عدم وجود آذان صاغية لمطالبهم، مؤكدين تمسكهم بحق الاضراب عن الطعام ومواصلته الى غاية الاستجابة لمطالبهم المشروعة.
