سجلت ولايتا تيزي وزو والبليدة خلال 72 ساعة الماضية إتلاف 930 هكتار إثر نشوب 75 حريقا، ما أسفر عن إتلاف آلاف الأشجار. وحسب مصادر مقربة من مديرية الحماية المدنية، شهدت عاصمة جرجرة نشوب 60 حريقا أتت على الأخضر واليابس في 10 دوائر، وكانت الحرائق أكثر حدة بمرتفعات قرية آيت سعادة في بلدية تادمايت غرب عاصمة جرجرة، ورغم أن الولاية شهدت انخفاضا محسوسا في درجات الحرارة خلال الأيام المنصرمة بعد إخماد جميع الحرائق المندلعة في غابات المنطقة، إلا أنّ الوضع تأزم خلال اليومين الأخيرين ولا يزال السكان يعانون من تبعاته بسبب ألسنة النار الملتهبة التي أتلفت ما لا يقل عن 130 هكتار من الغطاء النباتي وتدمير نحو 3 آلاف شجرة مثمرة، وذلك خلال فترة قصيرة من اندلاعها. هذا الوضع خلق حالة من الذعر والطوارئ في أوساط الفلاحين الذين كبدتهم هذه الأخيرة خسائر فادحة في الثروة الحيوانية على غرار الأبقار، الدواجن وخلايا النحل، كما ألحقت أضرارا جد جسيمة في أكوام التبن وحقول الفواكه الموسمية مثل التين والعنب، وسُجلت حالات إغماء بين الفلاحين وهم يشاهدون بأم أعينهم تعب السنين تلتهمه ألسنة النيران في رمشة عين وألحقت بهم خسائر فادحة، خاصة وأن أغلبهم غير مؤمنين اجتماعيا ليستفيدوا من التعويضات اللازمة من الجهات المعنية عن مثل هذه الكوارث. وذكرت مصادرنا أنّ أعوان الحماية المدنية تدخلوا رفقة المواطنين الذين كانوا كلهم يد واحدة في محاولتهم لإخماد ألسنة النار المتأججة. وهي الأوضاع ذاتها التي شهدتها الكثير من القرى التابعة للعديد من دوائر ولاية تيزي وزو مثل واضية اقني قغران، ميزرانة، اث واسيف وبوزقان وبني زمنزر. وأفيد أنّ ألسنة النار نشبت بسرعة بفعل هبوب الرياح القوية وأصبحت تهدد القرى المجاورة ومنازل المواطنين، ليرتفع بذلك حجم الخسائر التي تسببت فيها الحرائق منذ الفاتح جوان من السنة الجارية إلى غاية أمس، فيما تواصل مختلف وحدات الحماية المدنية رفقة المواطنين تدخلاتهم لإخماد الحرائق المتبقية التي ضاعفت من إتلاف وتدمير نسبة كبيرة من الغطاء النباتي بتيزي وزو، وكبدت الولاية حصيلة ثقيلة مقارنة بتلك التي سجلتها في صائفة السنة الماضية. إلى ذلك، أتت الحرائق المندلعة خلال الثلاث أيام الماضية في ولايات البليدة، على تدمير 800 هكتار من الغطاء الغابي عبر بلديات موزاية، الأربعاء، بوقرة، بوينان، بوعرفة، بوفاريك، مفتاح، الجبابرة، صوحان، أولاد يعيش، الصومعة وعين الرمانة وإصابة أزيد من 20 عونا بحروق. وتسببت النيران في ارتفاع محسوس في درجة الحرارة التي تجاوزت 40 درجة حاصرت النيران القرويين في أعالي جبال بوينان شرق ولاية البليدة لم يستطيع هؤلاء مغادرة منازلهم في ساعات متأخرة من ليلة أمس، كما أتلفت النيران أشجار الصنوبر الحلبي والفلين بجبال الشريعة السياحية وكذا جبال بوعرفة، في حين أن الحيوانات البرية لم تستطيع تحمل الحرارة فرت بجلدها وسط الأحراش إلى ولايات مجاورة كالمدية. هذا وساعدت رياح قوية في إمتداد ألسنة النيران إلى الغابات المجاورة مما صعّب على أعوان الحماية المدنية من إخماد النيران بالإضافة إلى المسالك الوعرة، وجنّدت المديرية الولائية للحماية المدنية بالبليدة كافة الإمكانات المادية والبشرية من أعوان وشاحنات الإطفاء أطلقت صفارات الإنذار عبر الوحدات الثانوية، وتطلب الأمر الاستنجاد بوحدة التدخل للدار البيضاء بالجزائر العاصمة، والوحدات الرئيسية في ولايتي عين الدفلى وتيبازة. من جهتهم، أكّد شهود عيان ل«السلام” أنّ المحاصيل الزراعية للقرويين أتلفت بفعل النيران والدخان الكثيف في السماء نتج عنه رماد الذي تسبب في حالات ضيق التنفس لمرضى المصابين بالربو، خصوصا السكان القاطنين بمحاذاة جبال الشريعة وأولاد يعيش.