أكدت واشنطن أول أمس أنها على استعداد لدعم تدخل عسكري جيد الإعداد تقوده دول إفريقية في شمال مالي، مشترطة دعمها بمشاركة دول الجوار وفي مقدمتها الجزائر، في الوقت الذي نقلت فرنسا حملتها لحشد الدعم لهذا التدخل العسكري إلى أوروبا. قال جوني كارسون، مسؤول قسم شؤون إفريقيا بوزارة الخارجية الأمريكية، “يجب أن يحدث في وقت ما عمل عسكري ضد المتطرفين المرتبطين بالقاعدة في بلاد المغرب الاسلامي الذين يسيطرون على شمال مالي”. ودعا الدبلوماسي في مؤتمر صحفي هاتفي إلى أن يكون الانتشار المحتمل لقوات من مجموعة دول غرب إفريقيا تحت إشراف الأممالمتحدة بقيادة الجيش المالي مع دعم كل دول المنطقة مثل موريتانيا والجزائر. وشدد كارسون على أن “أي عمل عسكري هناك يجب أن يكون جيد الإعداد وجيد التنظيم وجيد التفكير ويحظى بقبول من (الدول) سيكونون معنيين مباشرة”. وكان الجنرال كارتر هام القائد الأعلى للقوات الأمريكية في إفريقيا (افريكوم) أكد الأحد الماضي في الجزائر أن حل الأزمة في شمال مالي لا يمكن أن يكون إلا “سياسيا”. وقال إن “الوضع في شمال مالي لا يمكن معالجته إلا في شكل دبلوماسي أو سياسي. وهناك مكون عسكري سيكون جزءا من كل وسيؤدي دورا محددا في حل النزاع” وأن “البديل الوحيد غير الممكن، هو الوجود العسكري الأمريكي في شمال مالي”. من جهتها نقلت فرنسا جهودها لحشد الدعم الدولي لموقفها المتعلق بالتدخل العسكري في شمال مالي إلى القارة الأوروبية بعد التحفظ الأمريكي على العملية، حيث تسعى باريس لجر ألمانيا لدعمها في تجسيد المشروع بالوقوف وراء تحركات المجموعة الإقتصادية لغرب إفريقيا لنشر آلاف الجنود في المنطقة. أكد وزيرا الخارجية الألماني والدفاع الفرنسي الاثنين أن فرنساوألمانيا ستقدمان دعما لوجستيا لبعثة افريقية محتملة في شمال مالي، لكنهما يستبعدان نشر قوات قتالية في هذه المنطقة. واختصر وزير الدفاع الفرنسي جان-ايف لو دريان الوضع بالقول “سندرس في ما بيننا، فرنسيين والمانا، وكذلك داخل الاتحاد الأوروبي الطريقة التي يمكننا أن ندعم بموجبها الأمور اللوجستية والتدريب ومواكبة مبادرة يتخذها الأفارقة في مالي”. ولذلك فإن “أيا منا لا يفكر في تدخل عسكري قتالي”، كما أكد غيدو فسترفيلي وزير خارجية ألمانيا في تصريح إثر لقاء رباعي ضمه إلى وزيري الدفاع الفرنسي والألماني ووزير خارجية مولهايم (جنوب غرب المانيا). وأضاف “يجب أن يؤمن الأفارقة قيادة مثل هذه العملية، وأن توافق الأممالمتحدة”. والرهان يتمثل في منع شمال مالي الذي يسيطر عليه حاليا متمردون اسلاميون، من أن يتحول إلى “ملجأ للارهابيين”، بحسب فسترفيلي. وقال محللا “أن أمننا على المحك إذا ما ولدت مدارس حقيقية للارهاب في هذه المنطقة”. ودعا رئيس وزراء مالي شيخ موديبو ديارا السبت الماضي الغربيين وبالدرجة الأولى فرنسا، إلى التدخل عسكريا في شمال مالي عبر إرسال طائرات حربية وقوات خاصة.