أكد الحلف الأطلسي أنه ليست له نية للتدخل العسكري في شمال مالي، واعتبر أمينه العام أندرس فوج راسموسن في تصريح له من بروكسل أن الناتو يتابع الوضع بانتباه، هذا في وقت أكد فيه مسؤول في قسم شؤون إفريقيا بالخارجية الأمريكية أن واشنطن على استعداد لدعم أي تدخل عسكري تقوم به دول إفريقية، فيما كشفت مصادر مختلفة عن شروع التنظيمات »الجهادية« في تحضير نفسها لحرب طويلة الأمد بشمال مالي. صرح الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوج راسموسن أن حلف الناتو ليس لديه أى نية للتدخل في مالي، وقال خلال مؤتمر صحفي في بروكسل عقده أول أمس الاثنين أن »حلف شمال الأطلسي لا ينوى التدخل في مالي« وواصل يقول: »نحن نتابع الوضع بانتباه«، والمقصود بطبيعة الحال هو التدخل المباشر، فالمهمة أنيطت بالمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا التي حشدت أكثر من 3 ألاف جندي من أجل المغامرة في مالي، في وقت يرتقب فيه أن يساهم الحلف الأطلسي ولو بشكل غير مباشر في دعم القوات الإفريقية عبر المراقبة الجوية والقيام بضربات تستهدف قواعد التنظيمات الجهادية التي تسيطر على شمال مالي. وضمن هذا الإطار دائما أعلن جوني كارسون المسؤول في قسم شئون إفريقيا بوزارة الخارجية الأمريكية أن الولاياتالمتحدة على استعداد لدعم تدخل عسكري معد بشكل جيد تقوده دول افريقية في شمال مالي للقضاء على المسلحين المتطرفين، وأوضح كارسون في تصريحات صحفية بثها راديو »سوا« صبيحة أمس أنه يجب أن يحدث في وقت ما عمل عسكري ضد المتطرفين المرتبطين بالقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذين يسيطرون على شمال مالي«، وقال أيضا أن »أي عمل عسكري هناك يجب أن يكون جيد الإعداد وجيد التنظيم وجيد التفكير ويحظى بقبول من الدول المعنية مباشرة«. تصريحات المسؤول في قسم إفريقيا بالخارجية الأمريكية تبدو متناقضة بعض الشيء مع التصريحات التي أدلى بها قائد القيادة العسكرية الموحدة لإفريقيا »أفريكوم« الجنرال كارتر هام في المؤتمر الصحافي الذي عقده بالجزائر حيث أكد بأن »الوضع في شمال مالي لا يمكن معالجته إلا في شكل دبلوماسي وسياسي، وهناك مكون سيكون جزءا من كل وسيؤدي دورا محددا في حل النزاع«، وينسجم هذا الموقف تماما مع الموقف الذي كشفت عنه كاتبة الدولة الأمريكية للشؤون الخارجية هيلاري كلينتون لما أعلنت صراحة عن تحفظ واشنطن إزاء أي تدخل عسكري في شمال مالي. ويرى المراقبون بأن أمريكا لا يمكن لها أن تدعم بشكل مباشر التدخل العسكري في شمال مالي على خلفية تجربتها في الصومال والعراق وأفغانستان، وقال حسيني عبيدي، مدير مركز الدراسات والأبحاث حول العالمين العربي والمتوسطي في جنيف في تصريح ل»فرانس 24«، أنه هناك اختلاف في الظاهر بين التصورين الأمريكي والفرنسي في طرق التعامل مع الوضع في مالي، فالموقف الأمريكي قريب من موقف دول الجوار كالجزائر وموريتانيا، حيث يحبذ العمل السياسي عن التدخل العسكري. لكن ومن جهة أخرى فإن أمريكا لن تكتفي بدور المتفرج على تنامي قوة المجموعات الإرهابية التي تسيطر على شمال مالي، ولن ينحصر عملها في مراقبة التدخل العسكري المنتظر في هذه المنطقة، بل إن واشنطن شرعت فعلا في القيام بعمليات رصد جوي للمنطقة تحسبا لعملية عسكرية تبدو وشيكة خاصة بعدما دعا رئيس الوزراء المالي شيخ موديبو ديارا الغربيين إلى التدخل عسكريا في شمال مالي عبر إرسال طائرات قتالية وقوات خاصة لدعم قوات مجموعة دول غرب أفريقيا »الايكواس« التي قد تنشر تحت إشراف الأممالمتحدة، فيما يرتقب أن تجدد المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا طلبها لمجلس الأمن الدولي للحصول على تأشيرة المجتمع الدولي. وشرعت المجموعات »الجهادية« المرتبطة بالقاعدة وبهي تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وحركة التوحيد والجهاد بغرب إفريقيا، وحركة أنصار الدين الترقية، والتي تسيطر على شمال مالي، حسب ما تناقلته وسائل إعلام أمس، في التحضير لحرب طويلة الأمد ضد قوات »الايكواس«« والقوات الغربية، وهذا من خلال تلغيم بعض المسالك وحفر الخنادق، فيما تواصل طائرات غربية فرنسية وأمريكية عمليات المسح الجوي التي ترتكز خصوصا على الممرات السرية التي تستعمل لنقل السلاح أو تحرك العناصر المسلحة