لبيك اللهم لبيك..لبيك لا شريك لك لبيك..إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك...لبيك اللهم لبيك..أي استجبت لك يا الله استجابة بعد استجابة. كأنا بهم قد سمعوا صدى ذلك النداء الخالد والإعلام الجليل والأذان الإبراهيمي الفريد: {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} الحج، فهبوا مجيبين ذلك النداء من كل حدب وصوب، يشدهم الحب ويحدوهم الشوق إلى البيت العتيق . إن ذكر الله تعالى هو من أعظم العبادات، وأشرف القربات ويزيد شرفاً وفضلاً عندما يكون عند بيت الله الحرام..ذلك المكان الشريف والبيت المهيب. هذا وقد خصص الشارع الحكيم للحاج المسلم أذكاراً يرددها في حجه لبيت الله تعالى..من ذلك: التلبية للحج وفي الحج..كذلك يسن للحاج أن يكثر في حجه من التكبير والتهليل والتحميد، فما صفة هذه الأذكار؟ وأين يسن قولها وذكر الله تعالى بها؟ صفة التلبية والتهليل والتكبير والتحميد صفة التلبية أن يقول القارن: لبيك عمرة وحجة، ويقول المفرد بالحج: لبيك حجًّا، ويقول المتمتع والمعتمر: لبيك عمرة. ثم يلبي بتلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك ) رواه البخاري ومسلم. ولا بأس في الزيادة على هذه التلبية، فقد ثبت في صحيح مسلم من حديث جابر: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسمع الصحابة يقولون: لبيك ذا المعارج)، فلم يأمرهم بالتزام اللفظ الوارد، وجاء في بعض صيغ التلبية في السنن من حديث أنس (لبيك حقاً حقاً، تعبداً ورقا)، و(لبيك إله الحق) من حديث أبي هريرة. حكم التلبية التلبية شعار المحرم، وهي مسنونة ومؤكدة ولا يجب بتركها شيء، وذهب بعضهم إلى أنها ركن من أركان الحج والعمرة، فطالما أحرم ولم يلبِ لم يصح إحرامه، وبعضهم جعلها واجبة فإذا لم يلبِ فعليه دم، لأنه ترك واجباً، ولكن أكثر الفقهاء على أنها سنة ولكنها تتأكد، فهي سنة مؤكدة". وعن خلاد بن السائب بن خلاد عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أتاني جبريل فأمرني أن آمر أصحابي أن يرفعوا أصواتهم بالإهلال والتلبية) رواه الترمذي فضل التلبية والتهليل والتكبير والتحميد لقد ورد في فضل التلبية أجور عظيمة عند الله تعالى، فعن سهل بن سعد رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلم يلبي إلا لبى من عن يمينه أو عن شماله من حجر أو شجر أو مدر حتى تنقطع الأرض من هاهنا وهاهنا) رواه الترمذي. وعن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-: أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل: أي الحج أفضل؟ قال: (العج والثج) رواه الترمذي. ومعنى العج: رفع الصوت بالتلبية. والثج: إسالة الدماء بالذبح والنحر. وعن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد) رواه أحمد مواضع التلبية ويستحب البداية بها إذا استوى على راحلته، لما روى أنس وابن عمر (أن النبي صلى الله عليه وسلم لما ركب راحلته واستوت به أهل) - رواه البخاري. ومعنى الإهلال رفع الصوت بالتلبية من قولهم: استهل الصبي إذا صاح، والأصل فيه أنهم كانوا إذا رئي الهلال صاحوا فيقال: استهل الهلال، ثم قيل لكل صائح: مستهل وإنما يرفع الصوت بالتلبية". وذكر بعض العلماء للتلبية 11 موضعاً تتأكد فيها: إذا علا نشزاً. أي: إذا رقى مكاناً مرتفعاً لبى إذا هبط وادياً. أي: منخفضاً إذا صلى مكتوبة. أي: فريضة من الفرائض إذا أقبل الليل إذا أقبل النهار إذا التقت الرفاق، وكانوا يتلاقون في الطريق وهم يمشون أو ركباناً على الإبل إذا ركب دابته أو مركوبه إذا نزل إذا سمع من يلبي، فيجدد التلبية إذا رأى البيت. الحادي عشر: إذا فعل محظوراً وهو ناسٍ، كتغطية رأس، ولبس مخيط، ونحو ذلك". التكبير أيام منى وإذا غدا إلى عرفة كان عمر رضي الله عنه يكبر في قبّته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج مِنى تكبيرا. وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام وخلف الصلوات وعلى فراشه وفي فسطاطه ومجلسه وممشاه تلك الأيام جميعاً، وكانت ميمونة –رضي الله عنها- تكبر يوم النحر، وكن النساء يكبرن خلف أبان بن عثمان وعمر بن عبد العزيز ليالي التشريق مع الرجال في المسجد. أخرجه البخاري في صحيحه. وتخفض المرأة صوتها في حضرة الرجال الأجانب.