على غرار قلة وغلاء أسعار الأعلاف ونقص مياه السقي الرعوي تجمع العشرات من مربي الماشية نهاية الأسبوع المنصرم أمام مقر ولاية النعامة للمطالبة بتدخل عاجل للوالي ومديرية المصالح الفلاحية لمعالجة الاختلالات والنقائص التي تواجه نشاط التربية الحيوانية وفي مقدمتها تدهور المراعي بسبب توسع ظاهرة الحرث العشوائي. ورفع المحتجون الذين قدموا من مختلف بلديات الولاية لافتات تعبر عن مطالبهم التي تتلخص في “إزالة العوائق التي يواجهها الموالون في الميدان والتكفل بانشغالاتهم وإشراك أصحاب المهنة الحقيقيين في البرامج المسطرة للمحافظة على المراعي والتثمين العقلاني لمصادر الماء والكلأ ودعم آليات الحفاظ على المراعي والحفاظ على الثروة الحيوانية كمورد أساسي للمنطقة.” وعبرت مطالب أخرى للمحتجين على تخصيص حصص إضافية للكهرباء الريفية لفائدة المستثمرات الفلاحية والرعوية وتهيئة المسالك الرعوية. وأشار الموال خضراوي الحاج محمد إلى أن هذه الوقفة الاحتجاجية جاءت للتعبير عن الصعوبات التي يعاني منها الموالون في الميدان كقلة الأعلاف وغلاء أسعارها ونقص مياه السقي الرعوي ومشكل الأمراض التي تمس الماشية” داعيا إلى “مضاعفة المراقبة البيطرية وتوفير اللقاحات”. وأضاف ذات المتحدث “نطالب السلطات المحلية بالحد النهائي لتفاقم الحرث العشوائي والتوزيع العادل للشعير المدعم الموجه كعلف للمواشي ومحاربة المضايقات التي يتعرض لها الموالون في كل المناطق التي يحلون بها خلال بحثهم عن مصادر الأعلاف.” ومن جهته صرح مدير المصالح الفلاحية يوسفي محمد في رده على هذه الانشغالات أنه قد تم مؤخرا تفعيل القرار الولائي الخاص بمكافحة الحرث العشوائي والرعي الجائر وذلك بمشاركة عديد الفاعلين من ممثلين عبر البلديات ومحافظة الغابات والمصالح الأمنية والعمل على احترام التنوع البيئي بالمناطق السهبية عموما، مؤكدا على مواصلة العمليات الخاصة بالغراسة الرعوية والحماية ومكافحة التصحر والحد من الرعي غير المنظم. وأضاف ذات المسؤول أن منح رخص لاستغلال أراضي بور في الحرث ليس السبب الحقيقي وراء تقليص المراعي لأن مناطق الحرث ضئيلة ومحدودة أما ظاهرة التصحر فتحتاج تجاوبا ومشاركة واسعة من السكان المحليين لإنجاح البرامج التي تستهدف مواجهة هذا الخطر البيئي”. كما ذكر رئيس الغرفة الولائية للفلاحة آغا عبد الكريم أن العمل الجواري والتحسيسي الذي يستهدف جميع مستعملي الفضاءات السهبية لتربية الماشية هو من الحلول “الفعالة ” من أجل الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية السهبية. وأشار نفس المتحدث إلى ضرورة استحداث آبار رعوية جديدة وترميم آبار أخرى متدهورة بسهوب الولاية للتخفيف من ندرة المياه الموجهة للسقي الرعوي كأحد الحلول لإنعاش هذا النشاط.