تعيش القواعد النضالية لحزب جبهة التحرير الوطني، منذ نحو 96 ساعة حالة من التململ بفعل عدم رضا الكثيرين عن تركيبة قوائم المرشحين، ما يجعل الحزب العتيد على رمال متحركة قبيل شهر ونيف على محليات 29 نوفمبر المقبل. وفي تصريحات خاصة ل»السلام»، عزى قاسى عيسي الناطق باسم حزب جبهة التحرير الوطن الغليان الذي يطبع قواعد تشكيلة الغالبية على مستوى الكثير من ولايات الوطن إلى قوة المنافسة، في وقت اعتبرها محمد صغير قارة الناطق الرسمي باسم حركة التقويم والتأصيل إحدى مناورات بلخادم الرامية إلى دحض معالم البنية البشرية الأصيلة والوفية «للأفالان ». وقال عيسي أنّ خاصية العروشية التي تميز الانتخابات المحلية وكثرة عدد المترشحين الراغبين في المشاركة تحت راية الحزب بشكل يرفع نسبة المستبعدين ما يؤدي حتما إلى احتجاجهم، إلى جانب اقتراب مرحلة الطعون التي تنطلق في ال 17 من الشهر الجاري بشكل يزيد من وتيرة التنافس للظفر بمكان في قوائم الأفالان، أبرز العوامل التي تقف وراء الزخم والتوتر والمشاكل إن صح القول التي تشهدها قوائم الحزب عبر مختلف ولايات الوطن، مؤكدا أن الأوضاع قيد السيطرة ولا تستدعي القلق بحكم معايشتنا لنفس الظروف التي تجاوزناها قبل محليات ال 10 ماي المنصرم، مضيفا «أنه في الوقت الذي سجلنا فيه اكتظاظا على مستوى قوائمنا تعكف أحزاب أخرى على نشر وتوزيع إعلانات طلبا للمرشحين»، منوها إلى أن الوضع يجسد مفارقة هامة تعكس حجم الوعاء الانتخابي الذي طالما كان نقطة قوة بالنسبة لنا في العديد من الاستحقاقات الانتخابية السابقة على غرار تشريعيات ماي الأخيرة.على طرف نقيض، أرجع محمد صغير قارة سلسلة المهازل المتمثلة في الاحتجاجات والمناوشات الحادة والعنيفة أحيانا المتكررة يوميا على مستوى الكثير من قسمات الأفالان عبر جل ولايات الوطن إلى سياسة بلخادم الظالمة، التي انحازت عن الإطار القانوني وتجردت من مبادئ الحزب وتبنت عاملي الشكارة والمحسوبية في تنصيب قوائم الحزب في مختلف الولايات، بشكل أتاح لأفراد من عائلة واحدة ودخلاء على الحزب إلى احتكار المراتب الأولى لعدة قوائم، في وقت تم فيه استبعاد الكثير من المناضلين الأصليين الأوفياء دون أي سبب - على حد تعبير المتحدث - الذي اعتبر الأوضاع السائدة «نتاج إحدى مناورات بلخادم الساعي إلى تنفيذ مؤامرته الهادفة إلى تصفية حزب جبهة التحرير الوطني من تركيبته البشرية الأصلية المدافعة عن مبادئ الحزب العتيدة وقوانينه الداخلية واستبدالها بآخرين غرباء من أصحاب المال والشكارة لا صلة لهم بالنضال السياسي أو الحزبي، مستعدين لتجسيد سعيه في تحويل الولاء من الأفلان إلى شخص بلخادم بالذات. وبشأن التجاوزات التي يتردد أنها طالت قوائم الأفالان في الكثير من الولايات كشفت مصادر جد مطلعة ل «السلام» أن قائمة الترشح الخاصة بولاية تبسة شهدت تنصيب 15 مقاولا بصفة اعتباطية جلهم متهربون من دفع الضرائب، على حساب مناضلين تفانوا في خدمة الحزب، هذا وأبرز بيان لمحافظة ولاية البليدة تلقت أمس «السلام» نسخة منه تبرأ أعضاء اللجنة الولائية الموقعين على البيان من القائمة جملة وتفصيلا، معلنين للرأي العام عدم تحمل مسؤولية تبعات مؤامرة مفضوحة ارتكبت في حق المناضلين المترشحين إلى عضوية المجلس الشعبي الولائي، والذين صادقت على دراستهم وترتيبهم اللجنة الولائية خلال اجتماعها المنعقد بتاريخ 7 أكتوبر 2012 بالبليدة، حيث عوضت القائمة بأكملها لدى إيداعها لدى المكتب السياسي للحزب، تؤكد مرة متجددة عزم جهات نافذة في الحزب على تخريب أمور بيت حزب جبهة التحرير الوطني وهي خيانة سافلة ساقطة لعهد الشهداء وأمانة المسؤولية».