الاستثمار في كل ما هو أخضر وصديق للبيئة أكد مشاركون في الملتقى الوطني الأول حول “الكيمياء التحليلية والمواد والموارد الطبيعية” بجامعة سعد دحلب بالبليدة على ضرورة التوجه نحو استعمال المواد الكيميائية الصديقة للبيئة في مختلف المجالات الصناعية. وقال المشاركون أن التوجه الحالي للجزائر أخذ منحى كبير لإدخال المواد الكيميائية غير المضرة بالبيئة في مختلف المجالات الصناعية وذلك للمحافظة على البيئة عموما وعلى صحة الحيوان والنبات والانسان بصفة خاصة. وفي هذا السياق أوضحت رئيسة المؤتمر، رزيقة مهداوي، أستاذة محاضرة بجامعة البليدة1، أن “التوجه الوطني والعالمي الحالي هو الاستثمار في كل ما هو أخضر وصديق للبيئة”، مشيرة إلى أنه في السابق كانت الكيمياء تعتمد على المواد المصنعة المجهولة المصدر والمضرة جدا بالبيئة وبالصحة أما حاليا فاستبدلنا تلك المواد بأخرى لديها نفس الدور غير أنها مستخلصة من مواد طبيعية”. واستدلت الأستاذة مهداوي بشعبة الصناعة التحويلية التي كانت تستعمل مواد مضافة اصطناعية مما أدى إلى ظهور الكثير من الأمراض لدى المستهلك غير أن اليوم أصبح الصناعيون واعين بخطورة الوضع ولهذا بدأوا في استعمال مواد طبيعية بدل الصناعية”. وبدوره أشار البروفيسور حاج ملياني محمد، أستاذ بجامعة الشلف الى ضرورة لجوء الصناعيين إلى البحوث الجامعية من أجل بلوغ “صناعة نظيفة”، مقترحا في هذا الصدد عقد شراكة بين الجامعة والمتعاملين الاقتصاديين لتبادل المنافع بين الطرفين، حيث يمكن للباحثين الاستفادة من رعاية وتمويل بحوثهم على أن تستعمل نتائج هذه البحوث في مختلف الصناعات. وكشف البروفيسور حاج ملياني عن مشروع بجامعته لاستعمال قشور البطاطس كأسمدة فلاحية، مشيرا الى انه تم تجربة هذا الأخير “بنجاح على مستوى المخابر وتلقينا مساعدة تقدر ب 22 مليار سنتيم من الوكالة الوطنية لدعم البحث العلمي للحصول على قطعة ارض كبيرة للشروع في إنتاج هذه الأسمدة غير المضرة بالبيئة ولا بالصحة العمومية. كما عرضت الدكتورة صاولة نادية باحثة بمركز البحث في التكنولوجيا المتقدمة بحثا حول كيفية معالجة المواد والمساحات والتحكم في تطبيقها وتحويلها لمواد غير مضرة وتتكيف مع مختلف الأوساط. وشرحت الدكتورة صاولة بإسهاب المراحل الكيميائية والفيزيائية التي تمر بها هذه المواد لتحويلها واستعمالها في عدة مجالات كالصناعة الصيدلانية والطبية، مشيرة إلى أن التطور الذي يشهده العالم حاليا يسمح لمواد قابلة للصدأ والتآكل بأن تصبح مواد محمية ومتكيفة مع الوسط الملائم. وأكدت المتحدثة خلال هذا الملتقى الذي جرى بمشاركة أساتذة من مختلف جامعات الوطن إن إنتاج هذه المواد من خلال بحوث علمية انجزها باحثون جزائريون وبمواد أولية محلية وبلورتها في الصناعة “يسمح لنا بدعم الاقتصاد الوطني والتخفيف من فاتورة الاستيراد”