استولى كل من بو الجويجة عمار رئيس بلدية الميلية في ولاية جيجل ومتصدر قائمة "الأفلان" في محليات نوفمبر الجاري بالتواطؤ مع رئيس دائرة الميلية، وحماتة نور الدين رئيس المصالح التقنية للدائرة ذاتها ودون وجه حق أوإسناد قانوني على قطعة أرض بمنطقة الكافور بالمريجة تابعة قانونيا لمصالح الغابات بدائرة الميلية، في خضم سلسلة نشاطاتهما المنضوية تحت كنف شبكة لنهب العقار بولاية جيجل. وكشفت وثائق منبثقة عن تقرير تناول حيثيات النشاط العقاري في ولاية جيجل تسلمت "السلام" نسخة منه ضلوع الشخصيات السابقة الذكر في نشاطات مافيا تحترف تزييف الوثائق وتعطيل البرامج التنموية، باستعمال النفوذ وتسخير الإدارة في خدمة المصالح الشخصية المتعفنة على حساب الفقراء والضعفاء من مواطني دائرة الميلية، حيث يعكفون حاليا على تشييد أربع "فيلات" على قطعة الأرض المحاذية للقاعة متعددة الرياضات، تحت إشراف المقاول محمد بومنجل الذي تربطه علاقة وطيدة مع معبد الوالي السابق لولاية جيجل والحالي لولاية الطارف، الوضع الذي زاد من قوة وتسلط هذه الشبكة الفاسدة - على حد تعبير مصادر جد مطلعة - في تصريحات خصت بها أمس "السلام". هذا وأوضحت المصادر ذاتها مباشرة رئيس دائرة الميلية لأشغال بناء "فيلا" فخمة بمسقط رأسه بسوق أهراس، وذلك من خلال نقل السلع ومواد البناء من دائرة الميلية على عاتق بعض المقاولين الذين يستفيدون عن طريق رئيس البلدية كرد للجميل من مشاريع بالبلدية، بدعم من مسؤول الأمن الذي أكدت مصادرنا أنه يتعمد غض الطرف عن هذه التجاوزات باعتباره طرفا في هذه الشبكة. وفي سياق متصل واستمرارا لمسلسل نشاطات هذه الشبكة التي تتخذ من دائرة الميلية قاعدة لمشاريعها، وفقا لأقوال عدد من المواطنين الذين اتصلت بهم "السلام"، أوضح التقرير ذاته تجميد رئيس دائرة الميلية لمشروع تشييد محطة لنقل المسافرين الكائنة بمنطقة المريجة، لم تباشر أشغاله لحد الآن، رغم الميزانية الكبيرة التي وضعت تحت تصرف رئيس الدائرة الذي يواصل التستر على مصيرها. وعلى ضوء ما سبق ذكره اتضح أن مثل هذه الشوائب وتعاملات الفساد التي تميز نشاطات الكثير من المنتخبين ومتصدري قوائم نسبة لا بأس بها من التشكيلات السياسية، على غرار التي ذكرناها سابقا، تعتبر إحدى العوامل الرئيسية التي أفقدت المواطن الثقة في المرشحين لمختلف الاستحقاقات الانتخابية، ما أدى إلى تكريس بوادر العزوف الانتخابي الذي جزمت به الكثير من التشكيلات السياسية، على غرار ما أكده سابقا ل"السلام" جلول جودي المتحدث باسم حزب العمال الذي قال "إن نسبة العزوف في محليات ال 29 نوفمبر المقبل ستكون مرتفعة"، ودعمه حملاوي عكوشي الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني الذي قال في تصريح خص به "السلام"، "أن الشارع الجزائري بات يقابل المحليات المرتقبة في ال 29 نوفمبر بكل برود وإهمال".