أكد اضطلاع بلادنا من الآن فصاعدا بدورها كاملا في القارة السمراء والعالم أكد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أن الجزائر ستساهم دوما وبلا هوادة في تعزيز الجهود الهادفة إلى تحقيق السلم والأمن في إفريقيا، معتبرا أن حل الأزمات في القارة يجب أن يقوم على الحل السلمي والحوار الشامل والمصالحة الوطنية. قال الرئيس تبون، في كلمته أمس خلال قمة الاتحاد الإفريقي المنعقدة بأديس أبابا، “إن التجربة الناجحة التي عاشتها الجزائر منذ استقلالها تعزز يقينيا بأن حل الأزمات في قارتنا يجب أن يقوم على الحل السلمي والحوار الشامل والمصالحة الوطنية، دون أي تدخل أجنبي”، وأردف “انطلاقا من هذه القناعة الراسخة، ستساهم الجزائر دوما وبلا هوادة في تعزيز الجهود الهادفة إلى تحقيق السلم والأمن في إفريقيا، كما ستواصل دعمها للمبادرات الرامية إلى فض النزاعات والدفاع عن القضايا العادلة للشعوب التي تكافح وتناضل من أجل استرجاع حقوقها الأساسية وممارسة حقها في تقرير المصير، ومن أهمها القضية الفلسطينية”. كما أكد رئيس الجمهورية، التزام بلادنا بتقديم مساهماتها المتعددة الأشكال في الجهود المبذولة لاستتباب الاستقرار المستديم في إفريقيا وبالخصوص في منطقة الساحل والصحراء، سواء على المستوى الثنائي أو عبر آليات مثل لجنة قيادة الأركان العملياتية المشتركة CEMOC، أو وحدة دمج الاتصالات UFL التي أنشئت مع بلدان الجوار، أو عبر المركز الإفريقي للدراسات حول الإرهاب CAERT. هذا وأبرز عبد المجيد تبون، أن “الجزائر الجديدة” الجاري تشييدها ستضطلع من الآن فصاعدا بدورها كاملا في إفريقيا وفي العالم، وقال في هذا الصدد “جزائر اليوم تفتح بفضل الطاقة المنقذة التي يزخر بها شعبها وشبابها صفحة جديدة نحو تعزيز الديمقراطية وتهيئة الظروف المناسبة لازدهارها .. الجزائر الجديدة الجاري تشييدها ستظل وفية لمبادئها ولالتزاماتها وستضطلع من الآن فصاعدا بدورها كاملا في إفريقيا وفي العالم”، وأردف “أن الجزائر التي عقدت العزم على تغيير نظام حكمها وتشييد دولة تسودها العدالة الاجتماعية وقوة القانون بعد الانتخابات الرئاسية التي نظمت في شهر ديسمبر الفارط والتي سمحت للشعب الجزائري بتكريس سيادته الشعبية بطريقة ديمقراطية وشفافة، تستعد حاليا للمضي قدما في مسار الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بما يتيح تحقيق التغيير المنشود وبناء جزائر جديدة قوية آمنة ومزدهرة، مبنية على حوكمة تسودها الشفافية وأخلقة الحياة السياسية وتعزيز الحريات الفردية، تساهم بشكل أكثر فعالية في تنمية القارة الإفريقية”. رئيس الجمهورية يقرر إنشاء “وكالة جزائرية للتعاون الدولي لأجل التضامن والتنمية” أعلن رئيس الجمهورية، عن قراره إنشاء “وكالة جزائرية للتعاون الدولي لأجل التضامن والتنمية – ALDEC” ذات بعد إفريقي، مهمتها الرئيسية تجسيد رغبة السلطات في بلادنا في تعزيز الإعانة والمساعدة والتضامن مع دول الجوار على أرض الواقع لا سيما الدول الشقيقة في الساحل، وقال في هذا الشأن “ستتم تغطية مجمل مجالات التعاون من قبل هذه الوكالة التي ستتمتع بكل الوسائل الضرورية لإنجاز مهامها من خلال تحقيق مشاريع ملموسة ومفيدة”. الجزائر تدعم بقوة جهود إنهاء الاقتتال في ليبيا وتهيئة الظروف للحوار بين الليبيين ولدى تطرقه إلى الأزمة الليبية، أبرز عبد المجيد تبون، أن الوضع المأساوي الذي يسود في ليبيا التي تتقاسم معها الجزائر حدودا طويلة ومصيرا مشتركا لا يزال يشكل مصدر قلق لبلادنا، وبعدما أكد أن الشعب الليبي لا يستحق الويلات التي يكابدها اليوم، أكد دعم الجزائر وبقوة للجهود المستمرة لإنهاء الاقتتال في هذا البلد الشقيق بصفة دائمة وإلى تهيئة الظروف للحوار بين الإخوة الليبيين، معتبرا أن هذه هي الطريقة الوحيدة التي بوسعها إيجاد مخرج للأزمة حتى لا يصبح هذا البلد الإفريقي ملعبا للمنافسات بين الدول. هذا وذكر رئيس الجمهورية، باقتراح بلادنا الخاص باحتضان الحوار بين الأشقاء الليبيين، وفاء منها لتقاليدها الدبلوماسية ووفق ما تم التأكيد عليه في برلين ومؤخرا في برازافيل خلال قمة لجنة الاتحاد الإفريقي رفيعة المستوى حول ليبيا. الرئيس تبون يراسل الأممالمتحدة للتعجيل في تعيين مبعوث أممي للقضية الصحراوية كشف رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، عن مراسلته الأمين العام للأمم المتحدة منذ أيام لتشجيعه على التعجيل في تعيين مبعوثه الشخصي والشروع في إعادة إطلاق مسار تسوية مسالة الصحراء الغربية، وأعرب عن أسفه لسلوك مسار السلام الأممي بشأن هذه القضية منذ استقالة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، هورست كوهلر، طريقا وصفه ب “المحفوف بالعقبات”، هذا بعدما أبرز أن مسألة الصحراء الغربية، لم تعرف بعد طريقها إلى التسوية بالرغم من جهود منظمة الأممالمتحدة، داعيا في هذا الصدد إلى بذل جهود صادقة وبنية حسنة في سبيل البحث عن حل لقضية تصفية الاستعمار الوحيدة التي تبقى في إفريقيا، وقال “وهو حل يضمن حق الشعب الصحراوي الثابت في تقرير مصيره من خلال تنظيم استفتاء حر ونزيه بما يتماشى وقرارات الاتحاد الإفريقي والأممالمتحدة ذات الصلة”.