شدد الكاتب محمد بغداد، على وقوع الإعلام الجزائري في فخ التقارير الغربية التي تشوش على الحقل السياسي، مسدلة على مشهده العام صبغة ضبابية، على غرار ما تعيشه قضية الساحل الإفريقي حاليا. أكد بغداد، بأننا نعاني على المستوى الوطني، مشكل تخلف الذهنية وعدم الفهم الصحيح لمعنى الثقافة الواسع الذي لا تقتصر حدوده على الإبداعات الأدبية وحسب، حيث أن للسياسة حظا من مجالات هذا الفضاء المتشعب، وحسب المتحدث فإن أكثر الأضرار التي تلحق بالحقل الإعلامي، تكمن على صعيد النقص الفادح في الإطارات التقنية التي تمنهج طريقة إدارة المؤسسات الإعلامية. وتحدث معدّ ومقدم برنامج "ضيف الثالثة"، خلال الندوة الصحفية التي نشطها أول أمس الثلاثاء، بفضاء "موعد مع الكلمة" في قاعة الأطلس بباب الواد، عن إصداره الجديد الحامل عنوان "دماء الصحراء..حروب القاعدة في الساحل الإفريقي"، الذي ترجم بغداد من خلال صفحاته وجهة نظره السياسية فيما يخص قضية القاعدة في الساحل الإفريقي. وأراد الإعلامي، أن يكون مؤلفه الجديد مساهمة فردية في تأسيس اتجاه جديد يتبنى معالجة تحليل سلوك كل الأطراف الفاعلة في الأزمة ورؤيتهم إلى الموضوع، إلى جانب تشريح الأسس التي ينطلقون منها في نشاطاتهم وبناء قراراتهم. ويهدف بغداد من خلال مولوده الجديد، بلوغ هدف واحد حدده ب:"فهم الأحداث بمختلف مساراتها وتعرجاتها، وتأثيراتها في الواقع حتى يكون المشهد واضحا في تناول بقية الملفات الأخرى.. حتى نشق طريقا احترافيا في العملية الإعلامية الوطنية، التي يجب أن تنتقل إلى الاحترافية". ويسعى الكاتب الصحفي، إلى جعل مبادرته سنّة حميدة يتمنى الاحتذاء بها مستقبلا، لتأليف كتب أخرى أكثر جودة وأبلغ دقة، تنصب حيثاتها في الموضوع ذاته، والمتمثل في توثيق وجهات النظر الخاصة بالإعلاميين دون الرجوع إلى التقارير الغربية "فالهدف الأساسي أن نوثق القضايا، حتى لا نعيش على أزمنة قصاصات الجرائد الغابرة". وفي سياق حديثه دعا بغداد إلى ضرورة تبني ثقافة التوثيق، التي اعتبرها غائبة تماما عن حقلنا الإعلامي الذي يعتمد على التقارير الغربية التي تبعد الصحفي عن طرح الأسئلة الثقيلة الكبرى التي من شأنها أن تترك أثرا وتشكل موقفا واضحا "حتى نخلق أرشيفا حول ما يحدث في تاريخنا"، وأضاف المتحدث قائلا:"للأسف لم نتمكن من صناعة نخبة تملك خطابا مفهوما...، فوسائلنا الإعلامية والظروف المحيطة بالنخب لم ترقى بعد إلى تأسيس رأي عام واضح حول الحاصل من أحداث". ومن جهة أخرى لفت مؤلف "دماء الصحراء..حروب القاعدة في الساحل الإفريقي"إلى الموقف الدبلوماسي الضبابي، حول قضية الساحل الإفريقي قائلا:"لم تعد الدبلوماسية تلك الشخصيات التي تحزم بمقولة واضحة...وبالتالي نتمنى أن يعاد النظر في الخطاب والقرارات، لأن الدبلوماسية القوية ليست الملتزمة بضبابية الموقف اتجاه القضايا العالقة، بل تلك التي تملك قرارات واضحة".