صدر منذ أسبوع عن دار ''ذاكرة الأمة الجزائرية''، كتاب بعنوان ''دماء الصحراء حروب القاعدة في الساحل الإفريقي''، للكاتب والإعلامي محمد بغداد، الذي تناول فيه أزمة منطقة الساحل الافريقي، مع توسع الجدل السياسي والإعلامي حولها، مما جعلها القضية الأولى والأزمة الكبرى في الشمال الإفريقي، والتي تكاد تعصف بعدد من دول المنطقة، في مقدّمتها دولة مالي، التي انهارت بسبب عدّة عوامل، منها فعل الجماعات المسلحة في منطقة الشمال.. يقول محمد بغداد في تصريح ل''الخبر'': ''يقدم الكتاب كيفية إدارة النخب السياسية في دول المنطقة للأزمات السياسية الكبرى التي تهز كيانها، مع عدم انتظار القرارات الغربية والتصرف حسب استراتيجيات الدول الكبرى''. يقدّم الكتاب في 300 صفحة دراسة إعلامية لقضية شمال مالي، وتداعياتها على المنطقة برمتها ويهدف حسب مؤلفه، الى دفع الصحفي الجزائري، الى مسايرة المنطق والمنهجية الجديدة، التي ظهرت في الغرب، حيث يكون الصحفي الشاهد عن الأحداث والناقل لها، لكن أيضا يسجل رؤيته ومنطقه ونظرياته حول الحدث. كما أن الكتاب عبارة عن مقاربة منهجية، تحاول الاقتراب من ميدان المعارك، ولكن ليس من الزاوية العسكرية والأمنية، ليذهب الكاتب إلى دراسة السلوك السياسي لأطراف الأزمة المؤثرة، وتسجيل وجهة نظر الإعلام وتأريخ للقضايا التي يتعامل معها، حيث أنه لا يخرج، عن إطار المتابعة الإعلامية للعاملين في مجال الإعلام، ولكن ليس من الزاوية المهنية لتتبع الأخبار والأحداث الجديدة، كما لا ينزع إلى التأويل والاستشراف الذي فيه تخيّل وتخمين، ولكن تفكيك للخطاب الإعلامي المتداول حول الأزمة. يذهب الإعلامي محمد بغداد، في كتابه الجديد إلى تتبع أزمة الساحل الإفريقي برمتها، ويؤكد أنها ليست منحصرة في شمال مالي، بل تمتد من الصومال شرقا وتصل إلى نيجيريا غربا، مما يجعلها أوسع بكثير مما يتصور البعض، ولو تحولت الى حرب سوف تحوّل المنطقة إلى أفغانستان جديدة وستدمر المنطقة وتعطي دفعا جديدا للجماعات الإرهابية التي ستستمر وتتفاعل مع الاجيال الجديدة وتستنزف كل امكانيات المنطقة. إلا أن كتاب ''دماء الصحراء''، ينتقد بشدة ويحمل على الكثير من الخطابات المتداولة والسياسية، التي تتناول القضية ويدعو إلى الإسراع في تناول قضايا الأمن القومي، وما يتعلق بالملفات الكبرى للوطن إلى إشراك القوى الحية في المجتمع، والمثقفين والمؤسسات، والابتعاد عن المواقف والقرارات التي تقوم على الإلهام. كتاب محمد بغداد من الحجم المتوسط حروب القاعدة في الساحل الإفريقي، يقع في خمسة فصول، إضافة إلى مقدمة وخاتمة، ويصل إلى 200 صفحة، يأتي متزامنا مع ارتفاع الجدل حول هذا الملف المعقد والشائك.