لجأ تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي إلى ورقة الرهائن المحتجزين لديه ولدى حركة التوحيد والجهاد بينهم الدبلوماسيون الجزائريون للضغط، من أجل مكاسب جديدة وكذا صد التدخل العسكري في شمال مالي، في الوقت الذي أعلن مختار بلمختار المنشق عن التنظيم عن تشكيل كتيبة للإنتحاريين لمواجهة أي حملة عسكرية. وقال أحمد ولد عامر أمير كتيبة أسامة بن لادن في حركة التوحيد والجهاد وعضو مجلس الشورى بنفس التنظيم قال "لا بد من مواجهة التهديد الدولي ضدنا بالقتال والجهاد"، ويرى خبراء إن حركات الإرهابيين المتمركزة في مالي تحاول الضغط على الحكومة الجزائرية باستغلال معاناة عائلات الدبلوماسيين، خاصة أن إعلان الحركة في وقت سابق عن مقتل الطاهر تواتي نائب القنصل الجزائري لم تؤثر على موقف الحكومة الجزائرية ولم يجعلها تخضع لأي شرط". وأوضحوا أن حركة التوحيد والجهاد تخشى من عدم استجابة الجزائر لأي دعوة للتفاوض، وبالتالي قد تنتهج بقية حكومات المنطقة نفس النهج وهذا سيؤدي حتما إلى إفلاس تجارة اختطاف الرهائن"، وليست حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا هي الجماعة الإرهابية الوحيدة في مالي التي تحاول استخدام الرهائن لمنع التدخل العسكري للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس)، وإنما يسعى تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي كذلك إلى اللعب بنفس الورقة، كما أكد ذلك حديث قائدها عبد المالك دروكدال (المكنى أبو مصعب عبد الودود) لموقع صحراء ميديا السبت الماضي. وقال مخاطبا عائلات الرهائن الفرنسيين ''إن الرئيس الفرنسي فرونسوا هولاند يعرّض أرواح الرهائن الفرنسيين للموت بانتهاجه سياسة الهروب إلى الأمام وتعريض أبناء الفرنسيين للخطر"، مضيفا أن الرئيس الفرنسي "يقع في تناقض كبير عندما يهيئ لتدخل عسكري وهو بذلك يحفر قبورا للرعايا الفرنسيين لدى التنظيم''، وقال الزعيم الإرهابي "لو أن من بين الرهائن أحد أقارب الرئيس، لما خاطر بحياتهم بدخول معركة في الصحراء الحارقة''. وفي تعليقه على تصريحات دروكدال، قال أحد الصحفيين المتخصصين في شؤون الجماعات الإرهابية إنها مجرد "دعاية واستغلال لعواطف ذوي المختطفين"، مضيفا أنها محاولة لتأليب عائلات المحتجزين ضد الحكومة الفرنسية، وبحسب جدو ولد سيدي، صحفي متخصص في القضايا الأمنية، فإن الوضع الأمني تدهور في الساحل خلال الأشهر الأخيرة وأن الناس في المنطقة هم من يدفع الثمن. من جهة شكّل الأمير السابق للقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي مختار بلمختار المُلقب "لعور" عصابة من الانتحاريين شمال مالي، حسب ما أوردته وكالة نواكشوط للأنباء وقال بلمختار إن كتيبته الجديدة تضم جهاديين أجانب، كما هدد الإرهابي الجزائري (واسمه الحقيقي خالد أبو العباس) بالانتقام ضد أي بلد يحاول التدخل في مالي، وأفادت أنباء أن بلمختار غادر القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي خلال الأسبوعين الماضيين بعد تنحيته عن قيادة كتيبة الملثمين.