تلوح المعطيات والمستجدات التي أفرزتها نتائج الاقتراع المزدوج للمجالس البلدية والولائية ببوادر بقاء حزبي "الأفلان" و"الأرندي" كقوتين سياسيتين مسيطرتين على هياكل مجلس الأمة، الذي ستكرسه انتخابات تجديد ثلث أعضاء السينا المقررة في ال 29 من الشهر الجاري، حيث ستكون المعركة قائمة بين تشكيلتي بلخادم وأويحيى الذي يحظى بدعم غالبية الأحزاب بمختلف تياراتها، في إطار ما يسمى بالتحالفات غير الطبيعية الطامحة لإلحاق هزيمة نكراء بالحزب العتيد. وترشح المستجدات السياسية الوطنية الخاصة بنتائج المحليات الأخيرة إمكانية احتفاظ حزب جبهة التحرير الوطني بغالبية مقاعد مجلس الأمة بالبرلمان، وذلك في ظل الوعاء الانتخابي القوي الذي باتت تتمتع به تشكيلة بلخادم، التي انفردت بتواجدها عبر 1541 مجلس بلدي و48 مجلسا ولائيا، إذ كشفت النتائج الرسمية المؤقتة التي أعلنت عنها الداخلية على لسان ولد قابلية احتلال الآفلان للصدارة التي لم تزعزعها حتى سلسلة التحالفات الرامية إلى حرمانه من تكريس تسير المجالس المنتخبة، بدليل فوزه برئاسة ما يقارب 670 مجلس بلدي و24 مجلسا ولائيا في نتائج أولية كشفت عنها مصادر مسؤولة ل"السلام". في المقابل أبانت مواقف وتصريحات ممثلي مختلف التشكيلات السياسية بتنوع تياراتها تفوق الدعم الذي يحظ به حزب أويحيى من طرف غالبية الأحزاب السياسية، على غرار تلك التي نصبتها نتائج المحليات الأخيرة في مراتب متقدمة ضمن تشكيلة الساحة السياسية الوطنية كحزب العمال الذي منح الأرندي أولية دعم منتخبيه، فضلا عن التكتل الأخضر الذي رحب بفكرة التحالف معه، دون نسيان حزب "الأفافاس" الذي فتح أبوابه هو الآخر في وجه التحالف مع كل التشكيلات السياسية دون تمييز.