تباينت ردود أفعال الشارع الرياضي الجزائري حول قائمة اللاعبين التي أعلن عنها الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش للمشاركة في نهائيات كأس أمم إفريقيا القادمة، المقرر إجراؤها بجنوب إفريقيا بداية من 19 جانفي القادم من مؤيد ومعارض، سواء بالنسبة للعناصر التي تم استدعاؤها لتمثيل الجزائر في أكبر محفل على المستوى القاري، أو تلك التي تم الاستغناء عنها لأسباب مختلفة. وحاولت جريدة "السلام" نقل أهم ردود أفعال الشارع الرياضي الجزائري سيما وأن القائمة المعلنة من قبل الناخب البوسني صنعت الحدث في الساعات القليلة الماضية وتبقى حديث الساعة عند عشاق المستديرة، فاختيارات الناخب الوطني صنعت الحدث ولازالت محل نقاش محبي ومتتبعي شؤون الفريق الوطني، حيث اعتبرها البعض منطقية نظرا لاعتماد التقني البوسني على العناصر التي أثبتت جاهزيتها في الآونة الأخيرة، فيما راح البعض الآخر يلقي بأسهم الانتقادات اللاذعة على المدرب الوطني، بعد استبعاده لأسماء لها وزنها على صعيد النخبة الوطنية. وعن الذين عبروا عن آرائهم بشأن العناصر التي ستمثل الجزائر في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2013 في طبعتها ال 29، وكالمعتاد بدا عشاق الخضر نوعا ما متعصبين لمّا تطرقنا معهم للموضوع، حيث لم يفهموا سبب تواصل إبعاد بعض العناصر من القائمة من بينهم اللاعب كريم زياني رغم ما قدمه للفريق الوطني والغائب عن الفريق منذ مدة طويلة، أيضا هناك من اندهش لغياب اسم القائد مجيد بوقرة وصخرة دفاع الخضر رغم عودته لأجواء التدريبات منذ مدة، الأمر نفسه بالنسبة للاعب غرناطة حسان يبدة في حين أكد الكثير ممن التقت بهم "السلام" عن عدم فهمهم المعايير التي اعتمد عليها حليلوزيتش عندما وجه الدعوة الحارس مبولحي، رغم معاناته من نقص المنافسة ووجوده في حالة بطالة واستبعاد شاوشي وزماموش رغم تواجدهما في أوج عطائهما. البداية كانت من القبة، أين التقينا هناك ببعض أنصار ومحبي المنتخب الوطني وجمعتنا بهم دردشة تضمنت أراءهم حول القائمة التي سيعتمد عليها حليلوزيتش لخوض غمار كأس أمم إفريقيا ببلاد مونديلا، ومدى حظوظ زملاء فيغولي في أداء مشوار يلائم سمعة الجزائر، حيث تضاربت آراؤهم بين مؤيد لقائمة ال 24 لاعبا التي اختارها حليلوزيتش ومنتقد لبعض الخيارات غير الموفقة على حدّ تعبيرهم. وفي هذا الشأن، يقول عادل "29 سنة"موظف أن القائمة التي أعلنها الناخب الوطني تضم عناصر ممتازة وبإمكانها رفع التحدي في جنوب إفريقيا، سيما تلك التي تنشط بمختلف الدوريات الأوروبية على غرار كل من مصباح، وبودبوز، فضلا عن فيغولي الوافد الجديد فوزي غولام الذي قال بشأنهما محدثنا أنهما لاعبان من الطراز العالي لكنه لم يفهم سبب إبعاد اللاعب زياني من القائمة رغم ما قدمه للمنتخب، و هو الذي لا يوافق تماما التبرير الذي قدمه المدرب بخصوص هذا اللاعب، قائلا: "التشكيلة المعلن عنها من طرف المدرب الوطني تضم أسماء بإمكانها تحقيق نتائج إيجابية في كأس إفريقيا القادمة، وأظن أن حليلوزيتش اعتمد في اختياره على اللاعبين الأكثر جاهزية بدنيا وفنيا، فبعدما استبشرت خيرا من عودة عبدون تفاجأت لإبعاده لبعض اللاعبين على غرار اللاعب زياني الذي قدم الكثير لكرة القدم الجزائرية ولا زال بإمكانه صنع الفارق مع الخضر". ولا يختلف الأمر كثيرا مع خليل وهو إطار في إحدى المؤسسات العمومية، الذي أيد هو الآخر الناخب الوطني في اختياراته، وذلك باستدعائه لاعبين متميزين مع أنديتهم، سواء كانوا محترفين أو محليين فحسب خليل "فيغولي، كادامورو، بودبوز وهي كلها أسماء سيكون لها شأن كبير في كأس أمم إفريقيا القادمة، يمكننا تحقيق أفضل النتائج".في المقابل من ذالك، هناك فئة معتبرة من أنصار المنتخب الوطني أبدت تحفظها عن القائمة التي اختارها حليلوزيتش للمشاركة في المونديال الافريقي القادم، خصوصا فيما يخص استبعاد بعض العناصر من القائمة الذين يعتبرون من أهم اللاعبين الذين بإمكانهم تقديم الإضافة للمنتخب، في شاكلة كريم زياني وكذا رفيق جبور ومجيد بوقرة وعبد المومن جابوا أحسن لاعب جزائري، الأمر الذي سيؤثر حسبهم بشكل كبير على أداء النخبة الوطنية في هذه المنافسة الكبيرة وأمام عمالقة القارة السمراء، خاصة وأنّ بعض العناصر ستكتشف لأول مرة أجواء المنافسة الإفريقية من بينهم اللاعب فيغولي رغم مستواه إلا أنه لم يقدم إلى حد الآن ما قدمه زياني للفريق الوطني، وننتظر منه التأكيد على أحقيته في جائزة الكرة الذهبية الجزائرية أمام كوت دي فوار تونس والطوغو. وعلق في هذا الخصوص محمد "38 سنة" أحد أنصار اتحاد الحراش بالقول: "غياب لاعبين من أمثال كريم زياني عن القائمة أمر صعب تقبله، خاصة وأن الأمر يتعلق بلاعب له من الخبرة ما يؤهله لإعطاء الإضافة اللازمة للنخبة الوطنية على اعتبار أنّه شارك في جل الاستحقاقات التي خاضها الخضر في الفترة السابقة، فضلا عن تألقه في الدوري القطري رفقة ناديه الجيش، كما أن غياب نجم أولمبياكوس وجابو "ميسي الجزائر" شيء يصعب تقبله".وهناك من محبي محاربي الصحراء من لم يفهم سبب استدعاء حليلوزيتش لبعض الأسماء، وفي مقدمتهم علي ريال مدافع شبيبة القبائل الذي قال رشيد"43" عون أمن بإحدى المؤسسات العمومية: "بكل صراحة لم أفهم السر وراء استدعاء المدافع ريال إلى المنتخب لأنه لا يملك الإمكانيات اللازمة للدفاع عن الألوان الوطنية، نفس الأمر بالنسبة للاعب تجار حيث كان من الأحسن استدعاء اللاعب جابو الذي يصنع أفراح النادي الإفريقي التونسي"، وأضاف حكيم سائق سيارة أجرة بالعاصمة "لم أفهم إلى حد الآن سبب عدم الاعتماد على جبور في الهجوم الذي سجل إلى الآن 12 هدف في البطولة اليونانية ".وتبقى النتائج التي سيسجلها الفريق الوطني كفيلة بالفصل في هذه الآراء وأحقية هؤلاء اللاعبين في تشريف الألوان الوطنية من عدمها، وعن أن كان الناخب الوطني قد أصاب وأخطأ في اختياراته.