نتيجة توافد العشرات من الزبائن المرتادين عليه يوميا يعرف مركز البريد بمدينة الشريعة الواقعة على بعد 45 كلم غرب ولاية تبسة هذه الأيام، اكتظاظا وازدحاما لا نظير له نتيجة توافد العشرات من الزبائن المرتادين عليه يوميا، تزامنا مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، يحدث هذا وسط غياب شبه كلي لأدنى شروط تدابير الوقاية من انتشار فيروس كورونا كوفيد-19 ، ناهيك عن تحمل الزبائن الوقوف لساعات طويلة من الزمن وسط الاكتظاظ والازدحام، بسبب ضيق المقر وكثرة عدد المتوافدين عليه وهذا ما يساهم في اتساع دائرة الوباء، خصوصا وأن مدينة الشريعة عرفت في الآونة الأخيرة إنتشارا رهيبا لوباء كورونا جعلها في صدارة البؤر الأولى بالولاية. مصباحي هارون وفي هذا الشأن عبر العديد من الزبائن عن استيائهم الشديد، إزاء هذه الوضعية التي أرهقتهم كثيرا، حيث تعود حسبهم إلى عدة أسباب منها نقص السيولة النقدية بالمركز، خاصة أثناء الفترات التي تدفع فيها أجور العمال والمعاشات والمناسبات الدينية كالأعياد، إضافة إلى الأعطاب التي تصيب أجهزة الحاسوب في بعض الأحيان ما يؤدي إلى تعطيل مصالحهم، بغض النظر عن جانب الوقاية من الفيروس وما يشهده مكتب البريد بالشريعة من غياب تدابير الوقاية والتباعد الجسدي وعدم وضع أغلب الزبائن للكمامات الواقية، حيث أعرب أحد المواطنين عن سخطه قائلا "أنه على الرغم من النداءات المتكررة والحملات التحسيسية لتفادي انتشار كورونا، التي تقوم بها السلطات المحلية والأطقم الطبية إلا أنه لا حياة لمن تنادي". من جهتها سعت مصالح البريد بالشريعة بكل السبل على تنظيم طوابير زبائنها حتى يتسنى للجميع الاستفادة من خدمات البريد بشكل جيد من خلال حرص المنظمين من أمن وأعوان على تقديم النصائح للمواطنين، بضرورة التباعد بين كل مواطن وأخر وذلك لتفادي مخاطر فيروس كورونا، إلا أن الأغلبية لم يعط للموضوع الأهمية البالغة معرضين بذلك أنفسهم وصحة غيرهم للخطر، لاسيما الشيوخ والعجائز الطاعنين في السن باعتبار هاته الفئة هشة صحيا ولا تملك مناعة ضد الفيروس، هذا إلى جانب تعرض البعض منهم إلى السقوط أرضا نتيجة الإحتكاك والتدافع الجسدي للزبائن. في المقابل أطلق مجموعة من شباب مدينة الشريعة نداء إستغاثة للمجتمع المدني والسلطات البلدية من أجل البحث عن حلول ناجِعة لتفادي هذه الطوابير الطويلة التي أرقت سكان المدينة والتي تعد حسبهم أكثر الدوائر كثافة للسكان، وذلك بتضافر الجهود بين الأطراف والقيام بعدة حملات تطوعية وتحسيسية ضد انتشار وباء كورونا، لفائدة المواطنين المرتادين على مركز البريد وكذا مساعدة أعوان البريد على العمل بأريحية مع تقديم خدمة مضمونة للزبائن في ظروف جيدة، هذا وناشد سكان مدينة الشريعة السلطات المحلية بضرورة التدخل السريع لحل هذه الوضعية التي يعيشون جحيمها يوميا وتخلصيهم من هذه الطوابير اللامتناهية والعوائق التي يواجهونها في كل مرة، في ظل تفشي فيروس كورونا علما بأن ولاية تبسة تعرف في المدة الأخيرة منحنى تصاعديا مخيفا للحالات المرضية بهذا الفيروس اللعين.