جراد يسدي تعليمات لتنظيم حركة الأموال بين الوكالات والاستعانة بالأمن لتطبيق إجراءات الوقاية من "كورونا" * الجزائريون سحبوا أكثر من 374 مليار دينار في ظرف شهر واحد أسدى عبد العزيز جراد الوزير الأول، تعليمات مستعجلة إلى الدوائر الوزارية والمصالح المعنية تتمثل في ضرورة السهر على تمديد دفع الرواتب والمعاشات والمساعدات الاجتماعية للدولة على طول الشهر كله، وتكييف مواقيت عمل مكاتب البريد وفق الطلب المعبر عنه، توسيع الولوج إلى الشبابيك الآلية للبنوك من خلال التعجيل بتنفيذ التشغيل البيني للأنظمة النقدية لبريد الجزائر والبنوك، مع ضرورة إشراك الولاة في الإشراف على حركات الأموال، من خلال ضمان مرافقتها، بين الوكالات التي تتوفر على فوائض وتلك التي تعاني عجزا في السيولة. طالب عبد العزيز جراد خلال ترؤسه اجتماعا وزاريا مشتركا خصص لدراسة وضعية وفرة السيولة في الشبكة البريدية بالتعجيل بالمسار الكفيل بالسماح للبنوك والمؤسسات المالية بدفع ما تتوفر عليه من فائض في الأموال إلى مكاتب البريد وأخيرا تشجيع الجهات الفاعلة في المجتمع المدني على تقديم المساعدة في تنظيم طوابير الانتظار خارج مكاتب البريد وفرض تطبيق قواعد التباعد الجسدي من خلال الاستعانة بمصالح الأمن المجندة باستمرار من أجل أمن المواطنين. وأكد الوزير أن الوضع الراهن لا يُطرح من حيث توفر السيولة، بل هو بالأحرى نتيجة ظرف جد خاص مرتبط بآثار الوضعية الصحية التي تسببت في كبح عجلة الاقتصاد مع كل ما يترتب عن ذلك من عواقب على تداول السيولة واستعادتها، مضيفا أنه فضلا عن ذلك، فإن الأزمة الصحية المرتبطة بفيروس كورونا، قد ترتبت عنها صعوبات إضافية ناجمة عن القواعد الجديدة لتنظيم العمل، واحترام التباعد الجسدي والولوج إلى مكاتب البريد وإلى كل ذلك، يضاف أيضا غياب جزء من المستخدمين من النساء اللواتي يتكفلن بحضانة أطفالهن وكذا المستخدمين ضحايا العدوى بكوفيد-19. وأفادت مصالح الوزير الأول أن المبلغ الإجمالي لعمليات سحب الأموال من مكاتب بريد الجزائر يبلغ نحو 400 مليار دينار كمبلغ متوسط في الشهر. ومن جهته، كشف دحماني عبد الكريم المدير العام لبريد الجزائر، أنه تم سحب أكثر من 374 مليار دينار خلال شهر جوان، وأن 3 ملايين متقاعد يسحبون رواتبهم من بريد الجزائر. وأضاف دحماني في تصريح صحفي، أنه تم سحب أكثر من 114 مليار دينار تخص معاشات المتقاعدين خلال الفترة الممتدة ما بين 18 إلى 26 جويلية، وأن خلايا تعمل بجد لتوفير المتطلبات مع اقتراب عيد الأضحى، مؤكدا أن البريد يقدم نفس الخدمات للزبائن رغم جائحة كورونا. وأقر دحماني، بتسجيل انخفاض بنسبة 15 بالمائة في السيولة خلال السداسي الأول مقارنة بسنة 2019، مفيدا أن نقص السيولة النقدية في مراكز بريد الجزائر يعود لأسباب متعددة، وأن الظرف الاقتصادي كان له انعكاسات على السيولة المالية، مشيرا إلى وجود عمل منظم ورابط متين مع بنك الجزائر.