تمكن فريق من العلماء في كلية بريكيك بجامعة لندن من الكشف عن أعراض مرض التوحد لدى المواليد الصغار بعد ستة أشهر من ولادتهم الأمر الذي يبعث الأمل في اكتشاف وعلاج المرض بشكل مبكر· وأشارت الدراسة التي أوردتها هيئة الإذاعة البريطانية (بي·بي·سي) أن هذا الإنجاز العلمي تم من خلال قياس نشاط الدماغ الذي يمكن بواسطته معرفة الأطفال الذين يكونون عرضة للإصابة بالمرض في المراحل الأولى من حياتهم، موضحة أن حوالى 100 طفل تكون لديهم أعراض المرض ولكن لا تظهر إلا بعد سن الثانية· كما أشارت الدراسة إلى وجود عوامل وراثية تلعب دورا هاما في الإصابة بالمرض· وشملت الدراسة البحث في أنماط نشاط المخ لدى 54 طفلا عرضة لخطر الإصابة بمرض التوحد بالإضافة إلى 50 رضيعا لا يعاني أشقاؤهم من المرض· وتم تسجيل نشاط المخ في هاتين المجموعتين عن طريق وضع مجسات على فروة الرأس ومن ثم قياس الإشارات الكهربائية الصادرة عن المخ· ووجدت الدراسة أن كثافة النشاط الكهربائي الصادر عن المخ قد تضاءل في مناطق معينة لدى الأطفال المعرضين للإصابة بمرض التوحد وإلى وجود أنماط غير عادية من التواصل عن طرق العينين والتفاعل الاجتماعي· وقال الباحثون إنهم تمكنوا من تشخيص 17 حالة كانت عرضة لخطر الإصابة بالمرض في سن الثالثة· ويؤمل أن يفضي التشخيص المبكر للمرض إلى تطوير دماغ الطفل بطرق مختلفة من أجل التغلب على المشاكل الناجمة عن المرض·