أحزاب سياسية تدعو الشعب الجزائري للمشاركة بقوة في الاستفتاء وتؤكد ل"السلام": التصريحات السلبية للمسؤولين لن تؤثر على الاستفتاء تضاربت آراء الأحزاب السياسية بشأن التصرف غير اللائق لوالي ولاية وهران مسعود جاري، مع معلمة في مدرسة ابتدائية وكذا تصريح وزير الشباب والرياضة سيد علي خالدي، عندما طالب المواطنين الذين لم تعجبهم بعض مواد الدستور بالرحيل من الجزائر، ومدى تأثير هاتين الحادثتين على عملية الاقتراع. كمال بن سالم: حادثة وهران وتصريح وزير الرياضة لن يؤثرا على الاستفتاء علق كمال بن سالم رئيس حزب التجديد الجزائري، على حادثة إهانة معلمة من قبل والي ولاية وهران وكذا تصريحات وزير الشباب والرياضة التي أثارت ردود أفعال غاضبة من قبل جزائريين، بأنها لن تؤثر على مسار الاستفتاء الذي يفصلنا عنه أيام قليلة فقط، موضحا أن هاتين الحادثتين يتحملهما الشخصان، وأرجع سبب وقوع مثل هذه الأخطاء غير المقصودة إلى قلة الخبرة. كما اعتبر تصريحات وزير الشباب والرياضة سيد علي خالدي التي أثارت جدلا واسعا لدى المواطنين، والتي استدركها فيما بعد، زلة لسان ونقص التكوين السياسي، موضحا أن مثل هذه الأخطاء لن تؤثر على العملية السياسية. وأوضح الرجل الأول في الحزب، أن العملية السياسية فيما يتعلق بالدستور، بدأت باحتشام كبير، مضيفا أن الدستور الحالي مستهدف من خلال الإشاعات المغلوطة التي تثار في مواقع التواصل الاجتماعي. في السياق ذاته، أكد بن سالم، أن معظم المواطنين يتكلمون عن المسودة وليس على مشروع الدستور، مشيرا إلى وجود تعديلات ايجابية عليه، معتبرا اياه ناجحا كونه توافقي يرضي كل شرائح المجتمع. ودعا رئيس حزب التجديد الجزائري، إلى النضال من أجل تغيير بعض المواد، موضحا أن هذا التغيير لن يأتي بنسبة 100 بالمائة بل بالتدريج، بسبب الظروف الحساسة التي تمر بها الجزائر واستهدافها من قبل قوى خارجية، إلى جانب الضغوطات الدولية المحيطة بها. وبين أنه لا حل أمام الجزائريين، إلا الدستور الذي ايجابياته أكبر من سلبياته، وأكد أن الجزائر تخطت مرحلة كبيرة، سيما بعدما تصدت للإرهاب وكذا ما يعرف بالربيع العربي في ظل رهانات الدولة، وهي الآن تمشي بخطى ثابتة نحو المستقل، مشيرا إلى ضرورة إقناع الشعب فيما يخص هذا الدستور، وأضاف أن هذا الأخير ستكون نسبة الاقتراع عليه ناجحة جدا. فاتح ربيعي: العملية السياسية ما زالت تحتاج إلى إصلاح من جهته، أوضح فاتح ربيعي الأمين العام لحركة النهضة، أن حادثة والي ولاية وهران، وتصريحات وزير الشباب والرياضة، من شأنها أن تزيد في اتساع الهوة بين المواطنين والحكومة وتزيد الأمور تعقيدا، وتوقع بأن لا يكون هناك إقبال كبير على التصويت، معتبرا أن الحادثتين الأخيرتين غير مشجعتين للجزائريين، كونهما أعادتاهم لسنوات حكم النظام السابق والتي انتفض ضدها الشعب الجزائري، وأضاف أن هاتين الواقعتين من شأنهما أن تدفعا المواطنين إلى مزيد من اليأس، خاصة وأن الجزائر مقبلة على الاستفتاء بعد أيام قليلة فقط. وأوضح في السياق ذاته، أنه في جميع الحالات، الدستور مطروح للاستفتاء والشعب مدعو للتصويت عليه، وأعرب عن أمله في أن يتوجه المواطنون إلى صناديق الاقتراع في الفاتح من نوفمبر، ويعبروا عن رأيهم ب-نعم- أو –لا-، مبينا أن العملية السياسية ما زالت تحتاج إلى إصلاح. موسى تواتي: التجمعات المحتشمة بشأن الدستور ستؤثر سلبا على الاقتراع في المقابل، أشار موسى تواتي رئيس حزب الجبهة الوطنية الجزائرية، إلى أن البلاد تمر بظرف صحي استثنائي، جراء جائحة كورونا على غرار دول العالم، وأضاف أن المواطن الجزائري لم يسترجع لحد الآن الثقة في الدولة وحماسه للذهاب بقوة إلى صناديق الاقتراع للاستفتاء على الدستور. وأوضح موسى تواتي، أنه في حال تجاوزت النسبة 30 بالمائة، هذا يعني أن الجزائر قد حطمت الرقم القياسي بالنسبة للدساتير السابقة. وأضاف أن الوضع الصحي والاجتماعي وكل الحالات الأخرى المتراكمة، أدت إلى عزوف المواطن الجزائري عن المشاركة في العمليات السياسية في الكثير من المحطات الانتخابية السابقة. وأعرب عن اعتقاده بأن نسبة التصويت لن تتجاوز 30 بالمائة، مرجعا سبب ذلك الى الوضع الحالي وعدم وجود تجمعات للتعبئة والتحسيس بالعملية السياسية، واستثنى فقط حالات محتشمة، بالإضافة إلى المشاكل الاجتماعية التي يتخبط فيها المواطن، والاقتصاد الهش للبلاد، الأمر الذي يؤثر حسبه سلبيا على الاستفتاء.