الشروع في إحصاء المستعدين لممارسة هذا النشاط أكد مشاركون في أشغال لقاء تحسيسي حول زراعة السلجم الزيتي، أنه من شأن اندماج الفلاحين في تطوير وزراعة هذه النبتة المساهمة بصورة فعالة في تقليص فاتورة الاستيراد. أوضحت سعاد نكاع سريدي، مديرة المحطة التجريبية وإنتاج البذور لولاية قالمة، التابعة للمعهد التقني للزراعات الواسعة، في مداخلتها خلال هذا اللقاء الذي بادرت إلى تنظيمه أول أمس غرفة الفلاحة بالولاية، بالتنسيق مع مديرية المصالح الفلاحية، بأن هذا اللقاء التحسيسي يندرج في إطار مسعى تطوير زراعة السلجم الزيتي قصد الارتقاء بالاقتصاد الوطني والمساهمة في تقليص فاتورة استيراد الزيوت الاستهلاكية والأعلاف، كما يندرج ضمن خارطة الطريق التي أعدتها وزارة الفلاحة والتنمية الريفية. هذا واستعرضت ذات المتدخلة، خلال هذا اللقاء الذي احتضنته قاعة المحاضرات بالمعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني بوسط المدينة، وحضره عدد من الفلاحين ومدير كل من تعاونية الحبوب والبقول الجافة والصندوق الجهوي للتعاون الفلاحي، مزايا هذه الزراعة التي وصفتها ب "الاستراتيجية" مثل تحسين الخصائص الفيزيائية للتربة وتزويدها بالمواد العضوية، مشيرة إلى أن هذه النبتة تمتاز بجذور عميقة وهو ما يسمح بإعطاء مردود جيد للحبوب لاسيما وأنها تقوم بتكسير حلقة الأمراض الفطرية فضلا عن مساهمتها في توفير الأعلاف لغناها بالبروتينات مما سيطور شعبة الحليب وإنتاج اللحوم الحمراء. من جهته أفاد نبيل عثامنية، رئيس مصلحة الدعم والتنمية بذات المحطة التجريبية، التي يمتد نشاطها إلى ولايات سكيكدة، عنابة، الطارف، قالمةوسوق أهراس، بأن أزهار السلجم الزيتي تمثل غذاء مفضلا للنحل وبالتالي المساهمة في الرفع من منتوج العسل بنوعية جيدة والقضاء على الأراضي البور، كما دعا عثامنية، الفلاحين إلى الانخراط في هذه الزراعة الواعدة مؤكدا أن اللقاءات الأولية أبرزت بأن عددا كبيرا من الفلاحين أبدوا رغبتهم في ولوج هذه الزراعة التي سيضمن مرافقتها المعهد التقني للزراعات الواسعة خلال هذا الموسم الفلاحي، مفيدا بأنه شرع في إحصاء الفلاحين المستعدين لممارسة هذا النشاط بهذه الولاية الحدودية التي تتوفر على أراض شاسعة صالحة للزراعة وعلى كل الظروف المناخية الملائمة لها. في السياق ذاته، أكد محمد يزيد حمبلي، رئيس غرفة الفلاحة لولاية سوق أهراس، على أهمية تطوير هذه الزراعة على المستوى الوطني لما لها من فوائد كبيرة على الاقتصاد الوطني ومساهمتها في تقليص الأراضي البور وخصوبة التربة وتنعكس إيجابا على تربية النحل داعيا الفلاحين إلى تنظيم أنفسهم وسط تعاونيات فلاحية. كما استمع الفلاحون المشاركون في هذا اللقاء التحسيسي، إلى عرض تقني قدمه هاشمي بوعبشة، صاحب شركة خاصة من الجزائر العاصمة في مجال إنتاج البذور حول المسار التقني الناجح لهذه النبتة الإستراتيجية والمستقبلية.