مؤرخون وباحثون يُحيون إضراب ال8 أيام ويؤكدون: قال الباحث المؤرخ محمد لحسن زغيدي، أن تعمد فرنسا اليوم رفض إبداء أي ندم وتقديم أي اعتذار للجزائر وشعبها عن الجرائم التي ارتكبتها في حق شعبنا خاصة بعد استلام تقرير المؤرخ بنجامين ستورا، هو شكل آخر من أشكال غطرسة الفكر المستعمر. قال زغيدي أمس في تصريح له بمناسبة إحياء ذكرى إضراب الثمانية أيام (28 يناير- 4 فبراير 1957) انه يتوجب على المؤرخين والمجاهدين العمل أكثر من اجل وقف هذا "الغرور" عن طريق تعزيز الندوات والملتقيات التي تبرز ما ارتكبه المستعمر من حملات إبادة ومجازر في حق الشعب الجزائري، وبخصوص إضراب الثمانية أيام- قال المتحدث- انه شكل مرحلة هامة في مسار "الثورة الشعبية السلمية"، التي كانت تسعى لإقناع الرأي العام الدولي بأنها ثورة تحريرية وذلك ضمن سياق مضمون بيان أول نوفمبر، وحلل الأستاذ زغيدي الصدى الإعلامي والسياسي الذي حققه الإضراب، الذي تزامن مع انعقاد الدورة ال11 للأمم المتحدة، وكان فرصة لتأكيد "أحقية الثورة الجزائرية بالانتصار وأحقية الشعب في نيل حريته"، وقال أن التزام الجزائريين داخل الوطن وخارجه بتعليمات قيادته، مكنت من إحداث الصدى الإعلامي الدولي "المطلوب" والذي جاء لتعزيز موقف الوفد الجزائري لدى الأممالمتحدة، بالرغم من كل محاولات المستعمر الفرنسي لكسر الإضراب باستعمال كل أشكال العنف . من جهته ذكر المجاهد سي محمد غفير والذي عايش إضراب الثمانية أيام باعتباره عضوا في فيديرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا، أن الإضراب كان تجسيدا فعليا لبنود مؤتمر الصومام والتي أكدت على ضرورة تفعيل الدعم الشعبي وتوظيفه لمساندة الثورة، وأكد سي محمد غفير، أن نجاح الإضراب حينها أكد القوة التنظيمية التي تحلت بها قيادة الثورة حينها خاصة لجنة التنسيق والتنفيذ، والتي انتهت بدفع الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى إدراج القضية الجزائرية في إطار حق الشعوب في تقرير مصيرها.