أشاد بالنتائج المحققة في الشراكة مع "النيباد" للخروج من دوامة التخلف والتهميش أكد عبد العزيز جراد الوزير الأول، أن التنمية في إفريقيا لا تزال تعاني من العديد من الصعوبات بسبب استمرار مواطن النزاع والتوتر في القارة، مشددا على أهمية تعزيز التكامل بين الدول الإفريقية من أجل مواجهة كل التهديدات، بما فيها التحديات المرتبطة بجائحة كورونا. أكد الوزير جراد في كلمته نيابة عن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، خلال ندوة رفيعة المستوى للاحتفال بالذكرى ال20 لإطلاق الشراكة الجديدة من أجل التنمية في إفريقيا "نيباد" من خلال التحاضر عن بعد، أن مشاركة الجزائر تتجلى إقليميا من خلال مشروع الطريق العابر للصحراء الرابط بين الجزائر ولاغوس في نيجيريا، والمضاعف بخط أنابيب الغاز والربط بالألياف البصرية على نفس المسار، ووطنيا من خلال العديد من كبريات البنى التحتية، سيما ميناء جن جن، وميناء الحمدانية في مدينة شرشال وهي مشاريع، ستؤدي بالضرورة إلى تعزيز البنية التحتية القارية وتضاعف الإمكانيات اللوجستية وتحفز التجارة البينية في إفريقيا. وأوضح الوزير الأول، أن الجزائر التي أطلقت في بداية السنة الماضية، الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي، من أجل التضامن والتنمية، تعتزم تعزيز توجهها الإفريقي، من خلال مساهمتها في دعم الاندماج القاري وجهود التنمية في الدول الإفريقية الشقيقة. وأكد جراد، أن استمرار النزاع والتوترات الأمنية في القارة السمراء، أثر سلبا على التنمية في إفريقيا، حيث دعا في السياق إلى ضرورة تعزيز التكامل بين الدول الإفريقية من اجل مواجهة كل التهديدات الصعبة، سيما تلك المتعلقة بجائحة كورونا. وأضاف أن عملية التنمية في إفريقيا التي يصبو إليها الجميع، تعاني من صعوبات كبيرة تأتي في مقدمتها استمرار مواطن النزاع والتوتر في القارة، مشددا على ضرورة تعزيز التكامل بين دول القارة. وأبرز في السياق ذاته، أن القارة السمراء تتطلع إلى أن تلعب وكالة التنمية التابعة للاتحاد الإفريقي الدور المناط بها كاملا غير منقوص، سيما فيما يتعلق بتحفيز الابتكار وضمان استدامة تمويل المشاريع القارية الكبرى ولدعم التوجه الاندماجي وتعزيز التعاون بين الدول الإفريقية. وأشار جراد إلى أن "الانضمام الكبير" الذي تحظى به الشراكة الجديدة وتوسعت لتغطي جميع أقاليم القارة وتضم كل المجموعات الإقليمية، تعد دليلا قاطعا على رجاحة الرؤية التي حملتها الجزائر باعتبارها عضو مؤسس، حيث لا تزال تدافع عنها من أجل تحقيق أهداف أجندة القارة ل2063. وجدد الوزير الأول، دعم الجزائر لجهود التنمية في إفريقيا ولدور وكالة التنمية التابعة للاتحاد الإفريقي، سيما في إطار لجنة رؤساء الدول والحكومات لتوجيه الشراكة الجديدة لتنمية إفريقيا. من جهة أخرى، ذكر جراد بأن فكرة الشراكة الجديدة من أجل التنمية في إفريقيا "نيباد"، انطلقت من أجل أن تعتمد الدول الإفريقية على طاقاتها المتنوعة وقدراتها، لإخراج القارة من دوامة التخلف وإنهاء تهميشها، ما يسمح لها بضمان مشاركتها في المبادلات الاقتصادية الدولية. ولفت إلى أنه كان من الضروري التخلص من المشاكل الهيكلية المترتبة عن ارث استعماري ثقيل وإعادة النظر في السياسات الوطنية والإقليمية التي غالبا ما كانت تعاني من ضعف القدرات الوطنية للتسيير والآثار السلبية للبيئة الاقتصادية العالمية. وأشار إلى انه بعد عقدين من تنفيذ "نيباد" كبرنامج تابع للاتحاد الإفريقي، فان الجزائر، من موقعها كدولة مؤسسة لهذه الشراكة، تسجل بارتياح النتائج الايجابية التي تم تحقيقيها في عديد المجالات.