مع أن كبير السن قد ازداد خبرة ودراية وحكمة، ومع أنه قد يكون قد ازداد مالاً وجاهًا، إلا أنه لا شك يعاني صورة واضحة من صور الضعف، وذلك في صحته وجسمه، وقد يكون في شكل آخر من أشكال الضعف الكثيرة، والله عز وجل ذكر ذلك تصريحا في كتابه، ولهذا الضعف أولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أهمية خاصة لكبار السن، وظهر ذلك في أقواله وأفعاله على حد سواء، والاسلام يمنح المسنين حقوقاً إضافية بمقتضى حاجتهم للرعاية الأخلاقية والاجتماعية كما يؤكد تماماً وإلى أقصى حد عنصر الرعاية العائلية لهم، وهذا ما يبدو في نصوص قرآنية رائعة بهذا الصدد، والمتمثلة في النصوص العامة حول الوالدين، وقد تعددت الآيات التي توصي الانسان بالوالدين بأعظم الوصية، بالبر والإحسان وتذكره بالمصائب التي واجهتهما، وهذه النصوص تظهر بما لا يحتاج إلى توضيح مدى اهتمام الاسلام بموضوع الوالدين وخصوصاً عند بلوغهما مرحلة الكبر والشيخوخة. وللاسلام رأيه الشامل في حقوق الانسان وهو يمنح المسنين حقوقاً إضافية بمقتضى حاجتهم للرعاية الأخلاقية والاجتماعية كما يؤكد تماماً وإلى أقصى حد عنصر الرعاية العائلية لهم، وقد تعددت الآيات التي توصي الانسان بوالدين بأعظم الوصية بالبر والإحسان وتذكره بالمصائب التي واجهتهما، وهذه النصوص تظهر بما لا يحتاج إلى توضيح مدى اهتمام الاسلام بموضوع الوالدين وخصوصاً عند بلوغهما مرحلة الكبر والشيخوخة، والملاحظ أن الوالدين عندما يبلغان مرحلة الكبر وتزداد أعباؤهما على الفرد تتوافر أرضية التضجر والبرم أحياناً وهنا ينبري القرآن الكريم للإنذار والنهي ليؤكد عنصر الاحترام المتواصل والرحمة والذل أمام الوالدين المسنين، فهي إذن طاقة دفع جديدة لضمان الاحترام المستمر. هذا والملاحظ أن المجتمع الاسلامي لم يعرف مسألة قيام العائلات بتسليم شيوخها ومسنيها إلى دور العجزة إلا في مراحل متأخرة جداً، وذلك نظراً لانتشار ثقافة احترام الوالدين ورعايتهم انتشاراً واسعاً، أما بالنسبة لحقوقهم بصورة عامة فالذي يلاحظ في النصوص تأكيد منحهم غاية الاحترام، فرسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا بعث سرية دعا أميرها فاجلسه إلى جنبه واجلس أصحابه، بين يديه ثم قال: (لا تغلوا ولا تمثلوا به ولا تغدروا ولا تقتلوا شيخاً فانياً، ولا صبيا ولا امرأة)، والفقهاء المسلمون مجمعون على أنواع التخفيف عن الشيخ بالنسبة للأحكام التكليفية فإنه إذا عجز أو كان الأمر شاقاً عليه خففت عنه بعض الأحكام، فإذا كان شيخاً كبيراً سقطت عنه صلاة الجمعة، وسقط عنه الصوم وجاز له التعجيل بطواف الحج وغير ذلك. ونبينا صلى الله عليه وسلم يخبرنا أنّ إكرامنا لمن هو أقدمنا سنا أن ذلك من تعظيمنا لربنا وإجلالنا لربنا، فيقول : (إنّ مِن إجلال الله إكرام ذي الشيبة من المسلمين، وحاملِ القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه وذي السلطانِ المقسِط)، فمن إجلال الله أن تكرم هؤلاء الثلاثة،