وضع الغموض الذي تشهده الساحة السياسية مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، الاحزاب السياسية وخاصة منها المعارضة، في حالة ارتباك بشأن طريقة التعامل مع الملف. وفي الوقت الذي تلتزم البعض منها الصمت، لجأت أخرى إلى محاولات للتحالف لضمان مكان لها في هذا الموعد، في انتظار ظهور هلال الرئاسيات. يتفق أغلب قادة الأحزاب السياسية حول غموض المشهد السياسي عشية الانتخابات الرئاسية، حيث تتقاطع تصريحاتهم في نقطة واحدة هي عدم وجود أي شيء رسمي تبني عليه موقفها من هذا الموعد، بشكل أجبر الجميع على انتظار إشارات سياسية حول اتجاه الأمور لحسم موقفها. وزاد تردد المرشحين المحتملين للإنتخابات على غرار رؤساء الحكومات السابقين، في إعلان ترشحهم من عدمه في انتخابات الربيع القادم في ارتباك الأحزاب السياسية، خاصة التي توصف بالمعارضة التي لم تحسم بعد موقفها من الدخول بمرشح أو مساندة مرشحين مستقلين . واكتفى الفاعلون في الساحة السياسية حاليا بإطلاق مبادرات للتحالف، أدت كثرتها إلى تمييعها ودخول الطبقة السياسية في مواقف أخد ورد، دون الإتفاق على موقف واحد، بشكل يوحي أن هذه التحالفات مآلها الفشل في النهاية. وباستثناء الاحزاب المؤيدة للرئيس التي تربط موقفها بإشارة منه للإنطلاق في التحضير للمواعيد السياسية القادمة، فإن الأحزاب السياسية الأخرى دخلت في تحالفات ومفاوضات لربح الوقت في انتظار ظهور هلال الرئاسيات لحسم موقفها نهائيا. ويشكل موقف التجمع الوطني الديمقراطي الذي يعيش حالة شغور في القيادة في انتظار عقد المؤتمر الرابع حالة شاذة في الساحة السياسية، حيث ترفض قيادته لحد الآن الأنخراط في أي مبادرة أو تحالف وحتى مناقشة ملف الإنتخابات . ويؤشر هذا الوضع أن الساحة السياسية ستعيش ظاهرة الإرتباك الحالية لأسابيع أخرى، خاصة إذا تراجع الرئيس عن مشروع تعديل الدستور الحالي قريبا وتأجيل الأمر إلى ما بعد الإنتخابات. وتؤكد كل المؤشرات أن الرئيس بوتفليقة رغم الأوامر التي قدمها للحكومة للشروع في التحضير للرئاسيات، لن يحسم موقفه من الموعد قبل استدعاء الهيئة الناخبة ثلاثة أشهر قبل الإنتخابات، وهو ما يعني استمرار هذا الركود السياسي إلى ذلك الوقت.