استكملت المديرية العامة لمجمع سوناطراك الأسبوع الماضي، إجراءات ترحيل آخر أفواج العمال الأسيويين الذين كانوا ينشطون بطرق غير قانونية تحت كنف شركتي "تيغنام" الكورية الجنوبية و"جي.سي.سي" اليابانية المشرفتين على بعض مشاريع المصفاة، على أن يتم تعويضهم عاجلا بالشباب البطال الموجه من الوكالة الوطنية للتشغيل. كشفت مصادر من أوساط مركب سيدي رزين ل "السلام"، عن تحضير إدارة المصفاة لترحيل حوالي 35 عاملا أسيويا نحو فيتنام والفليبين كأخر كوطة للعمال الأجانب الناشطين تحت راية شركتي "تيغنام" و"جي.سي.سي"، هذا كردة فعل مباشرة عن تفجير "السلام" في أعداد سابقة للتلاعب القانوني الذي تتبناه الشركتين السابقتي الذكر، وكشفها تعمد تشغيلهما لعمالة أسوية بعقود عمل منتهية الصلاحية، بعدما قلصتا في المقابل عقود عمل الشباب الموفدين من قبل مكتب الوكالة الوطنية للتشغيل لولاية الجزائر إلى 3 أشهر بدلا من سنة، وأقدمتا على طرد العشرات منهم تعسفا، مكرستين بذلك معضلة البطالة في الجزائر بدلا من تقليصها وفقا لإستراتيجية وزارة العمل المنبثقة من إصلاحات رئيس الجمهورية القائلة بضرورة التكفل بتشغيل الشباب وتكوينهم من خلال الاحتكاك بالخبرة الأجنبية القائمة على مختلف المشاريع بالبلاد. في السياق ذاته نوهت مصادرنا إلى تحضير إدارة سوناطراك كردة فعل عن تجاوزات الشركتين الآسويتين في حق الشباب الجزائري البطال الذي طالما احتجّ أمام أبواب المصفاة طلبا للتشغيل، إلى توفير عشرات مناصب الشغل للمؤهلين منهم في تخصص التلحيم، هذا في انتظار صياغة إدارة المصفاة للقائمة النهائية للعقوبات التي ستسلط على "تيغنام" و "جي.سي.سي" جراء هذه التجاوزات، مرجحة أن تكون هذه العقوبات في شكل غرامات مالية ضخمة ستتكبدها الشركتين الأسويتين.