أكد الخبير الاقتصادي عبد القادر لعميري على وجوب التفاوض من منطق القوة مع الطرف الفرنسي، غداة انتهاء زيارة وزير الصناعة عمارة بن يونس التحضيرية أمس لزيارة رئيس الوزراء الفرنسي جون مارك أيروإلى الجزائر منتصف شهر ديسمبر القادم، والتي تحمل طابعا اقتصاديا بامتياز، بالنظر إلى الترسانة المرافقة لجون مارك من وزراء القطاعات التجارية والصناعية ورجال الأعمال الفرنسيين. ويرى لعميري أن الشركات الفرنسية تعيش حالة من القلق والضعف والعجز، ما يحتم على المفاوض الجزائري استغلال الفرصة لفرض شروطه. زار بن يونس فرنسا يومي الأربعاء والخميس الماضيين من أجل المشاركة في الاجتماع الأول للجنة المشتركة الاقتصادية "كوميفا" (COMEFA )، إلى جانب وزير التجارة مصطفى بن بادة، في أول اجتماع للجنة، وهي زيارة هدفها دراسة الوضعية الاقتصادية والتعاون المؤسساتي، ومدى تقدم مشاريع الشراكة الصناعية، وأيضا للتباحث في المسائل الاقتصادية والتكنولوجية، بالتركيز على المهن والاقتصاد الصناعي وعلى الهياكل التقنية والتكنولوجية (القياسة، الدعم التقني)، حسب بيان الوزارة. وأكد بن يونس في ختام الزيارة على كون الجزائر "بلد جذاب للشركات الفرنسية"، علما أن فرنسا تصدرت في سنة 2012 قائمة أكبر المصدرين للجزائر ب6 مليار دولار (83ر12 %)، لتزيحها الصين من هذه المرتبة، حسب إحصائيات السداسي الأول لهذه السنة 2013 للجمارك الجزائرية حول التعاملات التجارية للجزائر بقيمة مالية إجمالية بلغت 4.95 مليار دولار، وحلت فرنسا ثانيا بقيمة واردات بلغت 4.7 مليارات دولار أمريكي، ب 11.7 بالمائة، فيما تبقى تحتل الثالثة في مرتبة زبائن الجزائر بقيمة 60ر6 مليار دولار (92ر8 %)، وهو ما سيثير حتما توجسا فرنسيا من تراجع موقعها في السوق الجزائرية، بالتركيز على انجاز وتحقيق شراكات منتجة هنا، خاصة في ظل عدم إحراج الشركات الفرنسية من قاعدة 51 / 49 التي تطبقها الجزائر مع المستثمرين الأجانب. وشدد عبد القادر لعميري على وجوب اغتنام الفرصة لدفع الطرف الفرنسي على نقل التكنولوجيا وعرض أنظمة التسيير المعتمدة في إطار شراكات ترجع بالفائدة على الطرفين، مؤكدا أن هاتين النقطتين هما اللتان تنقصان الجزائر للنهوض بالقطاع الصناعي وتطوير أضف إلى Facebook del.icio.us Digg StumbleUpon Twitter