تجاهل رمطان لعمارة، وزير الخارجية، مواقف أحزاب سياسية وشخصيات وطنية انتقدت ورفضت زيارة نبيل فهمي وزير الخارجية المصري إلى الجزائر، معتبرا إياها أصوات تعبر عن وجهة نظر جزء من الساحة السياسية الوطنية لا غير. وقال لعمامرة، في ندوة صحفية مشتركة مع نظيره المصري نبيل فهمي بمقر وزارة الخارجية بالعاصمة، "رغم احترامنا لكل الآراء المتباينة في هذا الشأن، إلا أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وحده المخول لقيادة علاقات الجزائر الخارجية كونها تخضع لاعتبارات إستراتيجية"، مردفا بالقول "أجدد وأكرر أن الجزائر تعترف وتتعامل مع الدول وليس الأنظمة"، موضحا أن الأمر لا يعني عدم مبالاة الجزائر بما تمر به مصر من مشاكل، وقال "نشارك الشعب المصري آلامه وآماله، دون التدخل في شؤون مصر الداخلية التي نأمل أن تخرج من محنتها أقوى من أي وقت مضى"، وأوضح نبيل فهمي أن رفض هذه التشكيلات السياسية لزيارته إلى الجزائر أمر يخصها. وبخصوص تجميد عضوية مصر في الاتحاد الإفريقي، أكد وزير الخارجية أن الجزائر لم يسبق لها وأن شاركت في عزل أي دولة إفريقية تعاني عدم الاستقرار السياسي، لا موريتانيا ولا مالي ولا النيجر ولا غيرها، وقال "الجزائر لم تقص مصر ولم تطالب بعزلها من الإتحاد الإفريقي"، بعدما أوضح أن ما تم إقراره تجاه مصر هو مجرد إجراء احترازي الهدف منه هو التشجيع للعودة إلى العمل الدستوري، مبرزا أن تعليق نشاطها في أجهزة الإتحاد الإفريقي كان قد رافقه تنصيب لجنة مشتركة يرأسها الرئيس المالي الأسبق ألفا عمر كوناري أوكلت إليها مهمة مواكبة الجهود التي يبذلها المصريون أنفسهم لاستتباب الأمن في بلادهم. وفيما يخص موقف الجزائر تجاه القضية السورية، جدّد لعمامرة تمسك الجزائر بالحل السلمي الذي يضمن لسوريا الاستمرار ككيان موحد، مؤكدا حرص والتزام الجزائر بالذهاب إلى مؤتمر "جنيف 2" وتقديم ما يمكن تقديمه لإنجاح هذه المبادرة من خلال العمل في إطار العلاقات الثنائية مع سوريا والدول المؤثرة بغية دفع عجلة الحل السلمي إلى الأمام.