الرغم من أن قائمة الحراس المعنيين بالمشاركة في التربص القادم بسويسرا، لا تثير ذلك الحجم من الجدل المثار وسط الجمهور الرياضي الجزائري، فيما يتعلق ب اللاعبين ال 20 الذين سيكونون ضمن قائمة ال 23 المونديالية النهائية، إلا أن آراء وتكهنات المتتبعين للمنتخب الوطني وعناصره التي تنشط داخل الوطن وفي مختلف البطولات العلمية تأرجحت في بقاء حارس عن آخر، قبل إعلان وحيد حاليلوزيتش الناخب البوسني للمنتخب الوطني الجزائري، عن أحد هذه الأسماء الأربعة التي سيسقط من الركب الذي يلحق بجنوب إفريقيا. وراح الكثير من الجمهور الجزائري المتسائل، والتقنيين يرشحون أحد الأسماء عن الأخرى، من وجهة نظرتهم ومن منطلق دراساتهم وبعض المعطيات الأولية التي تناقلتها وسائل الإعلام المختلفة، في وقت يبقى المرشح الأول لحراسة عرين الخضر في بلاد السامبا رايس وهاب مبولحي العائد إلى مستواه، وذلك عقب عودته للعب بانتظام مع فريقه سيسكا صوفيا البلغاري، وهو الغائب عن التشكيلة الأساسية لصالح محمد أمين زماموش حارس اتحاد العاصمة في اللقائين الأخيرين أمام بوركينافاسو في إياب الدور الفاصل وأمام سلوفينيا في المباراة الودية الأخيرة، ومع بقاء حارس مولودية الجزائر سابقا محمد لامين زماموش كحارس ثان في المنتخب، تبقى حظوظ سي محمد سيدريك ضئيلة للعب المونديال وسط هذه الحسابات، التي ستضع دوخة في قائمة حاليلوزيتش المونديالية لكن خارج ال 18 ليبقى التساؤل في هذا كله من هي الأسماء الثلاثة التي سيكون لها شرف تمثيل الجزائر في مشاركتها الرابعة عبر التاريخ وهل سيحتكم البوسني، العاطفة والخلفيات التاريخية في خياره الذي يبقى يجهله الكثيرون. المؤشرات توحي أن سيدريك سيكون الضحية نظرا للمؤشرات التي تدور في كواليس المنتخب الوطني، حول الحارس الذي سيتم إبعاده من المشاركة في المونديال، من بين الأربعة الموجودين حاليا، فإن المدرب الوطني حاليلوزيتش، سيقوم بحذف اسم حارس شباب قسنطينة سي محمد سيدريك، بنسبة كبيرة لعدة معطيات، أهمها أن الحراس الثلاثة كل من شاوشي، ڤاواوي ومبولحي لديهم عدة اعتبارات، فزماموش يملك مؤهلات لا بأس بها، وساهم في تأهل الخضر إلى المونديال في الدور الفاصل أمام بوركينافاسو.. ومبولحي يملك خبرة كبيرة ويعتبر ثاني مونديال بالنسبة له، ويراه المدرب الوطني حارسا من طينة الكبار ويعتبره خياره الأول، أما دوخة فيحضى هو الآخر بإعجاب البوسني رغم أنه لم يسبق له اللعب في المنتخب الوطني إلا في بعض المباريات الودية، فيما فقد سيدريك نقاطا كثيرة في اللقاءات الأخيرة رفقة فريقه كما أنه لم يسبق له المشاركة مع المنتخب الوطني سابقا ولم يستطع كسب ثقة المدرب الوطني في المرات الكثيرة التي وجهت له الدعوة في عهد مدرب البياسجي سابقا. مشاركة زيماموش في اللقائين يعطي له ضمانات بالنجاة من مقصلة البوسني وبما أن المدرب حاليلوزيتش، اختار أربعة حراس للمرحلة التحضيرية الأخيرة التي تسبق المونديال والتي ستكون على شكل تربص مطول ينطلق بالجزائر ويستمر بسويسرا بوديتين قبل أن يستكمل بالبرازيل، عوض ثلاثة، يعني بذلك أخذ كامل الاحتياطات اللازمة، في تحديد قائمة العناصر التي ستتنقل إلى المونديال، خوفا من تعرض أحدهم إلى الإصابة أو أمور أخرى، في ظل أن الحارس مبولحي، وفي حالة عودة تأزم وضعيته مع فريقه البلغاري فإن ذلك سيفتح الباب لسيدريك، لكي يرافق المنتخب الوطني إلى المونديال. معاينة صالحي تهدد دوخة وسيدريك يزيد من صعوبة الإختيار وكانت المفاجأة من خلال كامل الأسماء المرشحة للتواجد في المونديال حسب وسائل الإعلام الوطنية، دخول اسم الحارس الشاب في صفوف جمعية أولمبي الشلف المتألق منذ بداية الموسم ببطولة "الرابطة المحترفة الأولى موبيليس"، الذي أخلط كامل الأوراق، بما أن الدائرة كانت منحصرة بين دوخة وسيدريك بحكم أن صالحي صاحب ال20 عاما، لم تكن لديه حظوظا كبيرة في الالتحاق بالخضر حاليا، ليفاجئ الجميع ويلفت انتباه المتتبعين بداية من لقاء فريقه في الجولة الرابعة أمام أمل الأربعاء ويبصم على مكانته الأساسية مع فريقه وهو الذي كان حارسا ثالثا لآمال الشلفاوة قبل أن يجد إيغيل نفسه مجبرا على الاعتماد عليه عند إصابة ضيف وحمزاوي واستحالة استنجاده بالحارسين الأول والثاني لفريق الآمال بسبب منافسة الأخير على لقب البطولة، ورغم أن فترة معاينته كانت قصيرة، إلا أن تألقه أمام شبيبة القبائل تحت أعين البوسني جعله يدخل سباق المونديال. وهذا حتما سيزيد من صعوبة الاختيار في إسقاط أحد الأسماء من قبل الطاقم الفني والناخب الوطني مع أن حظوظ صالحي أكبر في الالتحاق بالمنتخب بعد المونديال. تجربة خذايرية كانت فاشلة والبعض يرشح الثلاثي الأقدم من منطلق خلفياتهم التاريخية، أكد البعض أن الحل لا يكمن في الحارس المحلي، مرجعين ذلك إلى أن التجربة الأخيرة التي إعتمد عليها المنتخب الوطني، في إنتدابه الحارس خذايرية المتألق الموسم الماضي مع وفاق سطيف، الذي كان محترفا في فرنسا، غير أنه لم يبرز ولم يثبت كفاءته، في وقت خرج سريعا من حسابات الطاقم الفني للخضر... في الوقت الذي إشتدت فيه المنافسة بين الحارسين المحليين الآخرين، دوخة وسيدريك، وهو ما جعل الكفة تميل لصالح أكثرهم تعميرا مع تشكيلة المنتخب كزماموش ومبولحي وصولا إلى دوخة. التضحية كانت بزماموش في مونديال 2010 والكل يتذكر ما حدث في مونديال 2010، لما قام المدرب سعدان بإتخاذ قرار شجاع، وهو إقصاء حارس مولودية الجزائر آنذاك والحالي لاتحاد العاصمة محمد زماموش، من القائمة التي تنقلت إلى المونديال، رغم أنه كان في التصفيات كحارس ثاني، بعد الأول قاواوي، وتم جلب مكانه مبولحي ليكون خليفة للمتألق في لقاء السد بأم درمان شاوشي، والحارس الأساسي في التصفيات قاواوي مما جعل الحارس يكون في حالة غضب، وهو لحد الآن لن ينسى تلك اللحظة السيئة في تاريخه، حيث كان يرى أنه هو الأفضل في الذهاب إلى جنوب افريقيا، لكي يكون بديلا للحارس الشاوشي، وبذلك سيكون هناك حارسا سيلقى نفس مصير زماموش، وعليه يبقى السؤال مطروحا في هذا المونديال، من سيكون الضحية في الأربع حراس المذكورين حتى لا نقول بين دوخة وسدريك؟ سرباح: "مبولحي جيد.. وزماموش الأجدر بحراسة عرين الخضر" أكد الحارس السابق للمنتخب الوطني مهدي سرباح، أن حاليلووزيتش لن يجد صعوبات كبيرة في ضبط قائمة الحراس التي ترافقه للبرازيل إلا أنه سيصعب عليه الاختيار أكثر بين مبولحي وزماموش على منصب الحارس الأول قائلا: "صراحة شاهدنا مبولحي من قبل وهو حارس جيد وقرأت في الجرائد أنه تخلص من شبح الاحتياط وعاد لمستواه لكن ما يجعلني أؤكد أن الحارس الذي سيغادر المجموعة هو الذي يبقى اللغز المحيِّر عند حاليلوزيتش"، وتابع... "إن اختيار الثلاثي الذي سيرافقه إلى مونديال جنوب إفريقيا، ليس من صلاحياتي بحكم أن الناخب الوطني هو المسؤول الأول عن العارضة الفنية للمنتخب، وهو الأقرب إلى إتخاذ مثل هذه القرارات، فضلا عن كوني بعيدا عن الميدان، ولا أعلم الكثير بخصوص مردود الرباعي الذي سيكون معني بالتربص القادم للخضر". "مبولحي يبقى الرقم واحد لكن زماموش يستحق الثقة أكثر" من جهة أخرى، أكد سرباح، أن مبولحي يبقى الحارس رقم واحد في الجزائر، بالنظر إلى الإمكانات الكبيرة التي يتمتع بها هذا الأخير، والتي تخول له بأن يكون الحارس رقم واحد في المونديال، فضلا عن الخبرة الكبيرة التي يتمتع بها مع الخضر ومشاركته المنتظمة مؤخرا مع فريقه كلها معطيات أكد سرباح أنها تصب في مصلحة حارس سيسكا صوفيا، غير أن حسبه "يمكن القول إن الحارس الأول للمنتخب الوطني سيكون مبولحي بنسبة كبيرة، في حال تمكن من مواصلة التألق، لكن هذا لا يمنع من تجديد البوسني للثقة في حارس الاتحاد زماموش الذي حرس عرين الخضر في آخر لقائين والذي سيكون ضمن الثلاثي المعني بالمونديال، بالنظر إلى الدور الذي لعبه في اللقاء الحاسم". "الصراع سيبلغ ذروته بين سيدريك ودوخة" ضف إلى ذلك، فإن الصراع يبقى حسب رأي سرباح منحصرا بين الثنائي الأخير، ويتعلق الأمر بكل من الحارس الحالي لاتحاد الحراش دوخة عز الدين، وحارس شباب قسنطينة سيدريك، من أجل إقتطاع مكانة ضمن ال23 لاعبا المعنيين بالمونديال الإفريقي، الأمر الذي جعل نفس المتحدث يؤكد أن المنتخب الوطني له طاقما فنيا، وهو المطالب بالفصل في مثل هذه الأمور، على أن يكون التربص القادم للخضر فرصة للوقوف على إمكانات كل حارس وتحديد الثلاثي الأكثر جاهزية. حمناد: من الصعب تفضيل حارس محترف على كامل المحليين وسيدريك قد يكون الضحية من جهته، إعتبر الحارس السابق للمنتخب الوطني عمر حمناد، أنه يبقى من الصعب في الفترة الحالية، الاعتماد على حارس محترف للعب المونديال، وتفضيله على كامل الحراس المحليين، رغم أنه يوجد من بينهم حراس ممتازين، ذلك لأن هؤلاء الحراس برزوا في مختلف مباريات البطولة، وبعثوا الثقة لدى الجمهور الوطني، في وقت شاطر فيه رأي الناخب الوطني في اشراكه زماموش أمام بوركينافاسووسلوفينيا، مرجعا ذلك أنه في الفترة الحالية زماموش، يعتبر أفضل حارس على الساحة الوطنية، وهو يستحق أن تكون مكانته أساسية في المنتخب معرجا عن الحارس الآخر دوخة، الذي قال فيه إن لديه إمكانات كبيرة، كشف عنها في المواسم الأخيرة في البطولة الوطنية رفقة ناديه اتحاد الحراش، وهو يستحق أن يكون في تشكيلة سعدان. كما يرى أن سيدريك سيكون الحارس الذي سيضحي به حاليلوزيتش. "لو كان الأمر بيدي لأخترت الأربعة معا" ومن جهة أخرى قال المدرب الحالي لحراس شبيبة القبائل، أن قرار إختيار الحراس الثلاثة من الأربعة للمشاركة في المونديال، يعتبر أمرا صعبا للغاية بالنسبة لأي مدرب، خاصة وأن الحراس الأربعة يملكون مستوى لا بأس به. دريد: "صعب جدا اتخاذ القرار المناسب وزماموش الحارس الأول" بدوره، فإن الحارس السابق للمنتخب الوطني، دريد نصر الدين، يرى أن اختيار القرار في إقصاء الحارس الثالث، أمر صعب بالنسبة للمدرب حاليلوزيتش، لأن كل حارس يستحق المشاركة في المونديال وعانى في كل التجمعات التصفاوية، رغم أن الحارس زماموش حسبه، سيبقى الرقم واحد لو حافظ على مستواه وكان حاليلوزيتش عادلا بين حراسه.