تحتضن مدينة دبي منتصف الشهر القادم ملتقى دوليا تحت شعار «الشعر من أجل التعايش السلمي»، وذلك من تنظيم مؤسسة جائزة عبد العزيز البابطين للإبداع الشعري، ورعاية محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي. وتأتي هذه الدورة من الملتقى استكمالاً لحوار الحضارات والتواصل الفكري والإبداعي بين مختلف الشعوب الذي بدأته مؤسسة البابطين عام 2004 في إسبانيا، ثم في الدورات اللاحقة التي عقدتها في كل من باريس والكويت والبوسنة. وسيتضمن الملتقى الذي تجري فعالياته ما بين 16 و18 أكتوبر المقبل أمسيات شعرية وجلسات نقدية وبحوث ودراسات حول الحضارات والشعر وإصدارات تعنى بالشعر والفكر، حيث ستقام خلال الملتقى أربع جلسات تتضمن محاور عن الشعر العربي والشعر العالمي ومدى تأثيرهما على التواصل الإنساني على مر العصور، سيشارك فيها عدد من الشعراء والباحثين العرب والأجانب أمثال: يانغ ليان (من الصين) وبول بلزرد جيمر (من فرنسا) وجيت ثيل من (الهند) وطوني بوزن (من انكلترا) وبرين ترنر (من الولاياتالمتحدة الاميركية) ونيلز هاف (من الدنمارك) وكيربل سينغ (من سنغافورة) وتوا فور ستردم (من السويد) ونيل أستلي (من انجلترا) ولوليتا ليشناكو (من ألبانيا) وعبدا لله التطاوي، ويوسف نوفل، ومحمود الربيعي، وأحمد درويش من مصر، وعبد الرزاق حسين، وفخري صالح من الأردن، وسعاد عبد الوهاب، وزهرة حسين من الكويت، وبول شاؤول من لبنان، وفوزي لهيب من سوريا. ويناقش الباحثون المحاور التالية: (صورة الآخر في الشعر العربي القديم) ويندرج تحته العناوين: «حضور الآخر في الشعر العباسي»، و(الآخر المسيحي في الشعر الأندلسي العالمي) وتنضوي تحته العناوين التالية: (حضور الشرق في الشعر الانكليزي) و(حضور الشرق في الشعر الإسباني) و(حضور الشرق في الشعر الفرنسي). ثم محور (صورة الآخر في الشعر العربي الحديث)، ويشتمل هذا المحور على: (حضور المدينة) والاغتراب والانتماء في شعر المهاجر والأمريكي، ثم استعراض نماذج وشخصيات تدلل على واقعية مضامين الندوة. كما تقام مائدة مستديرة حول الأدب المقارن وقضايا التأثير والتأثر، ورحلات الشعراء بين الشرق والغرب، ومناقشة موضوع ترجمة الشعر بين المغامرة والتواصل. يشارك في الملتقى عدد من الشعراء الأجانب المعروفين في الصين والهند وبريطانيا والولاياتالمتحدة الأميركية، والدنمارك وأستونيا، منهم الشاعر الصيني ليان يانغ وكذلك الشعراء بول بليزرد وتوني بوزان ونل إستليي، وقد سبق مشاركة شعراء فرنسيين في دورة (شوقي ولامارتين) التي أقيمت في باريس عام 2006. ولسوف توفر مؤسسة البابطين الشعرية ترجمة مباشرة للنصوص الشعرية، من اللغات العربية إلى اللغات الأخرى وبالعكس. وبالتزامن مع ملتقى الشعر والتعايش السلمي، تصدر مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري أكثر من خمسين كتابًا سيتم توزيعها في الملتقى، منها أربعة إصدارات جديدة، هي: (الديوان العربي للشاعر الغربي - نصوص مختارة) من إعداد الباحثين محمد مصطفى أبو شوارب وإيهاب النجدي. وكتاب (وساطة الشعر في التسامح الديني والمثاقفة العالمية) تأليف راشد عيسى، و(صورة الآخر في الشعر العربي) من تأليف فوزي عيسى، وكتاب (قصائد من الشعر العربي المعاصر في العراق) إعداد عبد العزيز محمد جمعة. هذا إلى جانب 49 كتابًا مختارًا من إصدارات المؤسسة السابقة، وتم انتقاؤها من العناوين التي تنسجم مع فكرة الملتقى والتي تهدف إلى تسليط الضوء على الدور الفكري للشعر في ربط الحضارات ببعضها عبر نسيج من التسامح صنعه الشعراء بوعيهم وإيمانهم بأن الإنسانية تتجاوز في تلاقيها كل الاعتبارات الأخرى. وتقدم الكتب التي تم تأليفها خصيصًا لهذا الملتقى، رؤى موضوعية للعلاقة بالآخر ومحاولة إبراز الجوانب المضيئة التي تساعد على التقارب أكثر بين الشعوب العالم، سواء من خلال الطرح النظري في هذه الكتب أو من خلال النصوص التي تم اختيارها بعناية ودراسة بما يضفي على ملتقى الشعر والتعايش السلمي طابعًا حضاريًا ينسجم والطموح المأمول من هذا الملتقى سواء أمام ضيوف الملتقى القادمين من مختلف دول العالم أو من الجمهور المتابعين للملتقى بشكل عام. كما وجهت مؤسسة البابطين دعوات إلى نخبة من المثقفين العرب والأجانب لحضور فعاليات الملتقى، كما تم إنشاء مركز صحافي للتواصل مع وسائل الإعلام العربية والعالمية. وقال جمال بن حويرب المهيري المستشار الثقافي في المكتب التنفيذي بحكومة دبي أن الرؤى الفكرية المستنيرة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتو، كانت أحد دوافع رعاية سموه للملتقى الذي ستقيمه مؤسسة البابطين، حيث التقت رغبة مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري مع رؤى وتطلعات صاحب السمو محمد بن راشد آل مكتوم الذي سيرعى هذا الملتقى. وهناك أكثر من نقطة التقاء بين نهج دبي الثقافي الذي تسلكه وفكرة الشعر من أجل التعايش السلمي، فدبي هي نموذج متحضر لتعايش مختلف الحضارات والثقافات على أرضها، وهي تؤمن بأهمية الحوار في تقارب الشعوب والأمم وتنبذ فكرة الصراع. من جانبه، قال الشاعر عبد العزيز سعود البابطين إن الغاية من ملتقى الشعر وحوار الحضارات هو توضيح جانب مهم من دور الشعر في التقارب بين الشعوب وما يمكن أن يؤديه من مهام في تكريس لغة الحوار والنقاش بدلاً من الصراع. وأن هذا الملتقى يعد جسرًا واصلاً بين ضفتين من ضفاف المؤسسة، واحدة تعنى بالشعر والأخرى بحوار الحضارات، حيث يشير الملتقى إلى الاهتمام الذي أبدته المؤسسة بحوار الحضارات رغم تخصصها الشعري، وقد عقدت لأجل ذلك ندوات عالمية منذ عام 2004 في قرطبة وثانية في باريس عام 2006 وفي الكويت 2008 وفي سراييفو 2010. وقد اختارت المؤسسة دبي لإقامة الملتقى، كونها المدينة التي تعد نموذجًا عصريًا لتعايش الثقافات على أرضها.