شهد أول أمس قصر الثقافة الإمامة بتلمسان انطلاق فعاليات الأسبوع الثقافي المكسيكي بتلمسان في إطار عاصمة الثقافة الإسلامية حيث قدم الوفد المكسيكي وجه الثقافة التي يزخر بها هذا البلد . وقد أعطى السفير المكسيكي إدواردو رولدان إشارة الإنطلاق من خلال إعلانه عن فتح المعرض الذي تضمن عرض بعض الأعمال المتمثلة في معرض للصور والرسومات التشكيلية التي تبين البنى التحتية للمكسيك وصور عامة عن هذا البلد والخيرات والثقافة التي يزخر بها بعدها عرج السفير على المعرض التشكيلي للفنانة فريدا والتي تعتبر أحد أهم المعالم في الفن التشكيلي المكسيكي نظرا للمكانة التي تحظى بها عند الشعب كيف لا وهي التي تعبر عن معاناة هذا الأخير من خلال اللوحات التي قامت بإبداعها عبر مختلف مراحل حياتها ومن خلال حديث السفير عن هذه السيدة لمسنا مدى تعلق الشعب المكسيكي بثقافة هذه السيدة التي ولدت من رحم معاناة الطبقة الدنيا في هذا البلد الواقع في أمريكا اللاتينية . لوحات وضحت شخصية سيدة عاشت قصة معقدة جسدتها عبر أنامل ريشتها الذهبية التي تعتبرها الفنانة وسيلة التعبير والعيش الوحيدة التي منحتها القوة للبقاء على قيد الحياة. بالي ناوكالي يقدم لمحات فنية أبهرت الجمهور ما إن اعتلت فرقة بالي ناوكالي ركح قصر الثقافة حتى جلبت إليها الجمهور الحاضر من العائلات التي أبت إلا الحضور من أجل الاحتكاك أكثر بالثقافة المكسيكية التي لا يعرف عنها إلا المسلسلات المدبلجة إلى العربية ويمكننا القول ان الجمهور التلمساني أعجب بما رآه من تناسق كبير بين أعضاء الفرقة خاصة الرقصات والإيقاعات الفلكلورية التي تشبه إلى حد ما إيقاعات بعض الأنواع من الموسيقى الجزائرية ، وما ميز الفرقة اكثر هو اللباس التقليدي الذي ظهرت به الفرقة حيث أن أحد الأزياء يشبه إلى حد بعيد الزي القبائلي التقليدي . حفل زفاف تقليدي ضمن العروض، قدم بالي ناوكالي لمحة فنية تعبر عن ثقافة الأستيك وهو حفل زفاف تقليدي عند المكسيكيين وقبل هذا العرض تابع الحاضرون فيلم قصير تضمن أهم الرموز والبنى التحتية لهذا البلد ومدى التطور الذي وصل إليه في شتى المجالات كما تمحور هذا الفيلم حول الحضارة المكسيكية الباقعة في أعماق هذا البلد والثقافة والتقاليد التي يتميز بها. الفنان أومبرتو يلهب الجمهور التلمساني دخل الفنان المكسيكي أومبرتو بيخورانو واعتلى المسرح مجموعة من الأغاني المكسيكية مرتديا الزي التقليدي المستوحى من حضارة هذا البلد ويتمثل هذا الزي بقبعة كبيرة والتي نطلق عليها اسم الصامبريرو، هذا وتميز الفنان بصوت وحضور قويين أمتعا الجمهور الحاضر الذي حضر للاستمتاع بالفن المكسيكي العريق. وكان أومبرتو نجما فوق العادة من خلال إطلاق العنان لحنجرته التي سحرت العائلات التلمسانية الذواقة لجميع الفنون في العالم وهذا ما بدا جليا لما تفاعلت مع هذا الأداء. تصميم الأزياء أذهل الحاضرين قدمت فرقة بالي ناوكالي جملة من العروض الراقصة تتخللها في كل مرة تبديل اللباس بين المقطع والآخر حيث كان يرتدي الراقصون مجموعة من الألبسة التقليدية الجميلة ذات التصميم الذي يشبه إلى حد بعيد الألبسة التقليدية الجزائرية خاصة تلك المتعلقة بالزي القبائلي رغم البعد الزماني والمكاني عن هذا البلد إلا أن هذا الفارق لا يعتبر حائلا بين امتداد ثقافات الشعوب وهذا ما وقفنا عليه أول أمس. تصريحات حول الحدث سفير المكسيكبالجزائر: عبر سفير المكسيكبالجزائر عن سعادته بتمثيل بلده في هذا الأسبوع الثقافي الذي اعتبره امتداد لثقافة البلدين رغم المسافة الكبيرة التي تفصلهما إلا أن هذا لا يعتبر عائقا في وجه التبادل الثقافي بين الجزائروالمكسيك على حد قوله، كما نوه هذا الأخير بهذه المشاركة معتبرا إياها فرصة للامتزاج، كما أبدى السفير إعجابه بتلمسان لما تحوزه من مقومات لجعلها ضمن طليعة البلدان المستقطبة للسياح في العالم. أومبرتو بيخورانو:أبدى أومبرتو بيخورانو إعجابه الشديد بتلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية معربا في نفس الوقت عن سعادته الكبيرة بتواجده في هذا المكان خاصة الجمهور الذي امتلأت به القاعة، وتجاوبه الكبير مع الأغاني التي قدمها بالرغم من اختلاف اللغات، وقال بيخورانو بأنه سيزور الجزائر كلما سمحت له الفرصة بذلك. ممثل وزارة الثقافة عبد الحميد بن بليدية: قال ممثل وزارة الثقافة عبد الحميد بن بليدية انه جد سعيد بهذا الافتتاح الذي لقي صدى رائعا عند الجمهور كما عبر عن إعجابه بالعروض المقدمة من طرف الوفد المكسيكي الذي ابدع حسب رأيه ونجح في استقطاب العائلات التلمسانية. كما تطرق بن بليدية إلى الحضور المكسيكي بعاصمة الثقافة الإسلامية بالرغم من أن المكسيك لا تدخل ضمن منظمة التعاون الإسلامي قال بان الدعوة كانت على أساس الامتزاج الثقافي والعادات والتقاليد المشتركة بين البلدين وهذا ما لمسناه في الأزياء التي تشبه بعض الملابس التقليدية الجزائرية.