احتضن قصر الثقافة "مفدي زكرياء" أوّل أمس الحفل الاختتامي للأسبوع الثقافي المكسيكي الثالث بالجزائر وذلك بحضور وزير الطاقة والمناجم شكيب خليل، وممثلين عن السفارات الأجنبية والعربية المعتمدة بالجزائر. حفل الاختتام جاء بعد ثلاثة أسابيع من الفعاليات التي نظمت عبر عدّة ولايات من الشرق الجزائري ابتداء من جيجل التي شهدت حفل الافتتاح ثم ميلة فقسنطينة وعنابة لتكون العاصمة آخر محطة في أجندة التظاهرة التي تنظم هذه السنة تحت رعاية وزارة الثقافة . السفير المكسيكي في الجزائر إدواردو رولدان عبّر في كلمة ألقاها بالمناسبة عن سعادته بنجاح التظاهرة وعن اعتزازه بالصداقة العريقة التي تجمع الجزائروالمكسيك، داعيا إلى المزيد من التعاون بين البلدين في مختلف المجالات لاسيما المجال الثقافي،كما أثنى المتحدّث عن دعم وزارة الثقافة الجزائرية للتظاهرة وعلى وزيرة الثقافة خليدة تومي التي غابت عن التظاهرة بسبب انشغالها بمجلس الوزراء، مؤكّا أنّ دعم هذه الأخيرة للتظاهرة سهّل المهمة كثيرا لا سيما في مجال النقل والإقامة. وفي نفس الإطار، استغل السفير المكسيكيبالجزائر تزامن اختتام الأسبوع الثقافي المكسيكيبالجزائر مع الاحتفالات باستقلال المكسيك، لاطلاق "صرخة الاستقلال" حاملا الراية المكسيكية، قائلا: "يحيا الاستقلال الوطني والأبطال الذين أهدونا وطنا حرا يحيا موريلوس ...تحيا المكسيك" ويستمع الجميع بعدها للنشيد الوطني المكسيكي . السفير استغل المناسبة أيضا لتكريم عدد من الموظفين الجزائريين المشتغلين بالسفارة المكسيكيةبالجزائر، قبل أن يفسح المجال لفرقة الرقص الفلكلوري "ناهو كالي" التابعة لمسرح ايزورو مارتيناز التي قدّمت مجموعة من الرقصات المستمدة من التاريخ العميق للحضارة المكسيكية، والمعروف عن هذه الفرقة التي يعود تاريخ إنشاءها لسنة 1997 احترافيتها ولباسها الرائع المستمد من الحضارات القديمة ورقصاتها المتناسقة الكوريغرافية على غرار رقصات مناطق ميكواكان ، طباسكو، سينالوا،...وتضمّ الفرقة اليوم 46 راقصا . إلى جانب اللوحات الراقصة شهد حفل الاختتام مشاركة الفرقة الغنائية "ماريا تشي" القارية المختصّة في أداء الأغنية المكسيكية وقد استطاعت الفرقة منذ إنشائها في 1998 اكتساب الكثير من الاحترافية فارضة بذلك نمطا متميّزا، ورافق الفرقة فنانون متميزون ذوو صيت عالمي على غرار ماركو انطونيو سوليس، روسيو بونكالس، نينال كوند ومارييال قاريديا ...وبعيدا عن الرقص والموسيقى شهد ختام الأسبوع الثقافي المكسيكيبالجزائر معرضا للصور الفوتوغرافية خاصة بالفنان "الخاندرو بونيتا" جسّد فيها جمال الطبيعة المكسيكية الخلاب. يذكر أنّ المكسيك معروفة بحضارتها الضاربة في القدم، فهي مهد الحضارات القديمة، ويرجع اسم المكسيك إلى الكلمة القديمة في لغة ناهواتل "مكسيكا" والتي تعني "الشمس"، وترجع أصول حضارة المايا المكسيكية إلى أكثر من 3 آلاف عام، وكانت أوائل آثار المايا عبارة عن مقابر على شكل تلال، والتي كانت تعدّ الشكل الأولي لأهرامات الشمس التي تمّ بناؤها بعد ذلك. وقد قامت حضارة المايا ببناء مدن مشهورة مثل تيكال وبالنكي وكوبان وكالاكومال، وقد أقاموا إمبراطورية في تلك المنطقة تعتمد على الزراعة وتتكوّن من العديد من المدن المستقلة، ومن أشهر آثار المايا الأهرامات التي تم بناؤها في مراكزهم الدينية وقصور حكامهم المجاورة لها. وقد سكنت قبيلة الآزتيك المكسيك بين القرن 14 و القرن 16، وهي قبيلة لديها كم كبير من الأساطير والتراث الثقافي، وفي لغة "ناهواتل" اللغة الرسمية للآزتيك تعني كلمة الآزتيك أنّها القبائل الآتية من "آزتلان" وهي مدينة أسطورية في شمال المكسيك. وقد احتلت المكسيك من طرف الإسبان في أوائل القرن السادس عشر وانتصارهم على الآزتيك في عام 1521 كان ذلك بمثابة بداية فترة الاحتلال الأسباني للمكسيك كجزء من "اسبانياالجديدة"، وفي عام 1810 تم إعلان استقلال المكسيك عن أسبانيا، مما أحدث حربًا طويلة انتهت في النهاية باستقلال المكسيك عام 1821، وفي 1860 عانت البلاد من الإحتلال الفرنسي الذي قاومته البلاد بزعامة الرئيس المكسيكي بينيتو خواريز.