أحالت غرفة الاتهام بمجلس قضاء الجزائر، المتهم في السطو المسلح على محل مجوهراتي بدالي ابراهيم السنة الفارطة على محكمة الجنايات بعد رواج مقطع من الجريمة عبر موقع "اليوتوب"، يظهر الجاني وهو يوجّه ثمانية طعنات بسلاح أبيض للضحية الذي نجى من موت محقق واضطر إلى وقف نشاطه وهجرة الوطن. اعتمد المحققون في تحرّياتهم على الكاميرات المنصبة في زوايا المحل لتحديد هوية المتهم، ويتعلق الأمر بشاب في العشرينات من العمر تعّمد عدم اثارة الشبهات ببقائه داخل المحل لمدة تقارب الساعة. صرّح الضحية أنه بتاريخ ال23 من السنة الفارطة، وفي حدود منتصف النهار دخل محّله شاب وهو يرتدي سروال جينز ومعطف، حاملا حقيبة ظهرية ويضع قبعة فوق رأسه، وكان بصدد شراء قطعة من الذهب لخطيبته، أغلق الضحية الباب بواسطة جهاز التحكم عن بعد وهي الطريقة التي يتعامل بها مع كل الزبائن خوفا من أي طارئ، وخلال تبادل أطراف الحديث، أبدى الزبون اهتماما بشراء أجمل قطعة ذهبية لخطيبته مهما كان سعرها، وراح يتحاور معه حول الأسعار، وحسب إفادات الضحية، فإن المتهم بقي مدة طويلة وهو يتظاهر باختيار المصوغ، وأنه كان يتعمّد اختيار قطع في أماكن مختلفة، ليقع اختياره على قطعة من الألماس وبمجرد أن استدار لجلبها، وجّه له طعنة بالسكين في الرقبة، تليها طعنات غير أنّ الضحية قاوم الجاني بعنف ودخلا في تشابك بالأيدي، أسفر عن تحطم الواجهة الأمامية للمحّل، وفي غفلة من الجاني استول الضحية على جهاز التحكم عن بعد وفتح باب المحل وفرّ هاربا دون أن يسرق أي قطعة ذهبية. ألقي القبض على المتهم على بعد 100 متر من مكان وقع الجريمة بحوزته ثلاثة أقراص من الحبوب المهلوسة، قفازات، حقنة وحبر بني اللون، إلى جانب ستة بطاقات زيارة لمحلات خاصة ببيع المجوهرات، وصرّح في محضر سماعه لدى الشرطة أنه تعرف على الضحية سنة 2012 صدفة وأخبره أنه يملك محل للمجوهرات دون أن يطلعه عن عنوانه ودعاه لتناول وجبة شواء بأولاد فايت، فوافق المتهم، وأضاف الأخير أنه وفي الطريق توقف الضحية واعتدى عليه جنسيا رفقة صديقه بالتناوب، مشيرا أن الخجل منعه من ابلاغ مصالح الأمن فقرّر الإنتقام لنفسه، ومنذ الحادث قرر البحث عن المجوهراتي حاملا في جيبه سكينا، وفي أحد المرات مر بمنطقة دالي ابراهيم أين شاهد المعني، فاقترب منه وعرض عليه المساعدة، ولكن الضحية لم يتعرّف عليه ثم تظاهر أنه يريد اقتناء قطعة من الذهب، قبل أن ينفذ خطّته رغم علمه بوجود كاميرا بالمحل، مشيرا أنه استعمل سكينا لذبح المواشي غير مدبب ولم تكن له نية قتل الضحية، الأخير أكد عدم معرفته للمتهم وأكد أنه كان يخطط لسرقة المجرهرات ولكن استنجاده بالمارة جعله يتراجع عن قراره اسمعت محكمة الجنايات لعدد من الشهود الذين أكدوا أن الجاني لم يعثر على الضحية صدفة وإنما كان يترصده منذ التاسعة صباحا بعدما ركن سيارته بالقرب من المحل. أثبت التحقيق الاجتماعي للمتهم أنه مدمن على المخدرات من نوع السوبيتاكس والهيروين وأنه من عائلة ميسورة يعمل رفقة والدته في مجال الاطعام ليدان بعقوبة 15 سنة سجنا.