تباينت آراء الأحزاب السياسية حول مشاركة قياديين في الجبهة الإسلامية للإنقاذ المنحلة في المشاورات المرتقبة حول تعديل الدستور كممثلين وحيدين عن التيار الإسلامي خاصة أمام مقاطعة أغلب الأحزاب الإسلامية لهذه المشاورات، فبعضها اعتبرها وسيلة لوضع حد نهائي للتطرف والأخرون رأوا أنه ارتباك وقع لدى السلطة بعد رفض غالبية الإسلاميين لهذه المشاورات. وفي هذا الصدد يرفض المكلف بالاعلام والاتصال بجبهة التحرير الوطني سعيد بوحجة الإنتقادات الموجهة للسلطة بتوجيهها دعوات إلى قيادات في الفيس المحل، وقال في تصريح ل "السلام" إن مشاركة هؤلاء بهذه العملية السياسية الهامة يعني أنهم قبلوا المصالحة الوطنية ويريدون المشاركة في وضع حد نهائي للإختلالات التي من الممكن أن تطرأ بالمستقبل، وبغض النظر عن وزن هؤلاء ومدى قدرتهم على تقديم اقتراحات في المجال، يرى بوحجة أن من يتم اعتبارهم شخصيات بالفيس قد استجابوا في وقت ما مع الدولة لحقن الدماء، وأن مشاركتهم اعتراف بالماضي وتأكيد بأنه لا تطرف في المستقبل، وأضاف بوحجة أن الدستور التوافقي يفرض مشاركة الجميع من أجل بناء الجزائر وأن الرافضين لمشاورات تعديل الدستور يسعون إلى الهدم. في حين يرى نائب رئيس حركة حمس نعمان لعور أن تعديل الدستور القادم في الأصل مسألة سياسية تقتضي مشاركة أحزاب سياسية معتمدة وليس شخصيات وطنية، وأن السلطة بالرغم من توسيعها المشاورات إلى شخصيات أخرى إلا أنه سينتج عنها دستور أعرج وغير توافقي، خاصة وأن السلطة لم تسع حسبه إلى مباحثة أسباب رفض التيار الإسلامي للمشاركة في مسار تعديل الدستور، وعن احتمال مشاركة أبوجرة سلطاني بهذه المشاورات كشخصية وطنية قال إنه حر وعليه أن يتحمل مسؤوليته. أما المكلف بالإعلام والاتصال بحركة النهضة محمد حديبي فيرى في دعوة قياديين من الفيس للمشاركة في مسار تعديل الدستور دليل على وجود ارتباك لدى السلطة لغياب غالبية الأحزاب التي تنتمي للتيار الاسلامي بهذه المشاورات خاصة وأن الأحزاب الإسلامية التي ستحضر ليس لها تمثيل كبير، وهو ما جعلها حسبه تلجأ إلى تمييع الحوار بتوجيه الدعوات إلى عديد الشخصيات ومنها قيادي الفيس، وقال المتحدث في تصريح ل "السلام" بالأمس كانوا يشكلون خطرا والأن أصبحوا أصدقاء"، مضيفا أن النهضة لا ترفض إشراك هؤلاء في المشاورات، لكنه حق يراد منه باطل، وأن السلطة لن تقوم سوى ب"مونولوج" ستسوق به ما تريده هي في الأخير.