قام نهاية الأسبوع الأمين العام لوزارة السكن والعمران والمدينة بزيارة عمل لولاية سكيكدة، قادته في البداية إلى بلدية فلفلة لوضع حجر الأساس لانجاز مشروع برنامج 2800 سكن "عدل" بمخطط شغل الأراضي (POS) بوزعرورة، أين استمع إلى شروحات حول المشروع من طرف السادة مدير البناء والتعمير، المدير العام لديوان الترقية والتسيير العقاري، مدير وكالة "عدل" لولاية سكيكدة. أما المحطة الثانية قادت الوفد الوزاري إلى زيارة مشروع انجاز برنامج 2250 سكن عمومي إيجاري "RHP" بمخطط شغل الأراضي (POS) مسيون، وبعدها زيارة مشروع انجاز 500 سكن عمومي إيجاري، و3400 سكن "RHP" بمخطط شغل الأراضي الزفزاف أين أكد الأمين العام على ضرورة إنهاء الأشغال في آجالها المحددة. أما المحطة الثالثة والأخيرة تمثلت في زيارة المعرض حول إعادة الاعتبار للبنايات القديمة لمدينة سكيكدة، الذي نظم ببهو قصر الثقافة والفنون، أين اشرف على الافتتاح الرسمي للملتقى الدولي حول إعادة الاعتبار للبنايات القديمة لمدينة سكيكدة، حيث كانت المداخلة الأولى لوالي ولاية سكيكدة فوزي بن حسين أين رحب بالأمين العام لوزارة السكن والعمران والمدينة والوفد المرافق له وكل المشاركين في الملتقى الدولي من خبراء وباحثين وحرفيين ومحترفين في البناء ومهندسين معماريين ومرقيين عقاريين من دول (فرنسا، اسبانيا، ايطاليا) ومن مختلف أنحاء القطر الجزائري، وذلك بحضور ممثلي الجمعيات والمنظمات والمجتمع المدني ووسائل الإعلام، حيث أكد في كلمته بأن لهذا الملتقى أهمية فهو ملمح رمزي وتعبير حقيقي عن تنوع التراث الثقافي، انه شاهد أساسي على الماضي يعتبر شارع ديدوش مراد القلب النابض لمدينة سكيكدة، على غرار "حومة الطليان" بوسط مدينة سكيكدة القديمة الواقعة بالشمال الشرقي للجزائر، أو على غرار قرية "الصيادين" مدينة سطورة، فإن عددا من المواقع المشابهة قد سجلت في السنوات الأخيرة ما لا يعد من الانهيارات العمرانية مع ما يصاحب ذلك أحيانا من خسائر في الأرواح البشرية وفي الموروث الحضاري للأمة، حيث استفادت ولاية سكيكدة من مبلغ مالي قدره 1.5 مليار دينار لإعادة تأهيل البنايات العتيقة وعليه فان الإحساس بأهمية إعادة الاعتبار لتأهيلها قد بدا يستدعي الاهتمام وهذه بادرة خير، أما المداخلة الثانية للأمين العام لوزارة السكن والعمران والمدينة، حيث قال بأن إعادة الاعتبار لتأهيل البنايات القديمة لمدينة سكيكدة ليست غاية في حد ذاتها بل إن الهدف الحقيقي في ذلك إنما يتمثل بصفة آلية في إحيائه وتفعيله بجعله صالحا للاستعمال في الحاضر والمستقبل، لذلك كان الهدف من ترميم الصيغة النموذجية هو إحياء العمران القديم بوصفه رمزا لما تخلى عنه العالم العصري الآلي والمادي، وأخيرا فإن هذه المجموعة من البنايات المقدرة بحوالي 204 بناية والتي تشهد تدهورا كبيرا قد أصبح بالإمكان إعادة تأهيلها، وذلك بفضل توفر العديد من الورشات التنافسية التابعة للمؤسسات، فإن الأمر يقتضي وجود إستراتيجية شاملة تأخذ بعين الاعتبار السكان، بوصفهم فاعلين أساسيين ينبغي إشراكهم وهذا قبل الخوض في عملية ترميم المواقع، وعليه أصبحت ضرورة إعادة الاعتبار لتأهيل هذه المدينة حتى تتناسب مع المستوى والدور المنوط لهذه المدينة، وكيفية إدراج الممارسات التجديدية بالمجال لتحقيق مدينة سكيكدة مدينة مستدامة، فان ما ينبغي أن يتم التأكيد عليه في هذا الملتقى الدولي هو ضرورة الجمع بين "مشروعات الحفاظ على القديم" التخطيط للحديث المعاصر في سياسة معمارية موحدة، وبعده مداخلة مدير المراقبة التقنية للبناء "CTC" حيث تحدث حول الموضوع مطولا، بالإضافة إلى عدة مداخلات وفي الأخير اشرف الأمين العام على اختتام الملتقى الدولي.