كشفت إحصائيات رسمية عن وجود 2000 بناية آيلة للسقوط عبر إقليم ولاية سكيكدة، والتي تشكل النسيج العمراني القديم الذي أصبح وضعه ينبئ بخطر حيث يواجه سكان قلب المدينة على وجه الخصوص شبح الموت بعيدا عن إجراءات مؤقتة من اجل الحفاظ على الأرواح، ريثما تشرع الولاية في تنفيذ البرنامج الذي سطرته السلطات الولاية وفق مشروع دولي حول إعادة الاعتبار للنسيج العمراني القديم. كانت السلطات الولائية قد عقدت اجتماعا بمقر الولاية جمع بين خبراء دوليين عدة من اجل مناقشة وضعية النسيج العمراني القديم بمدينة سكيكدة، أين أولى الوالي اهتماما كبيرا للبنايات القديمة الآيلة للسقوط بحضور باحثين دوليين والشركاء الفاعلين على غرار المدير الجهوي للهيئة التقنية بالشرق وأساتذة جامعيين وعديد من المديرين الذين لهم صلة مباشرة بالموضوع، أين تم التأكيد على ضرورة بعث الانتعاش الحضري بعد نجاح التجربة التي خاضها في مدينة برشلونة، مشيرا إلى التعقيد الموجود بمدينة سكيكدة وقال إن نجاح التجربة يستدعي إستراتيجية محبوكة واختيار المؤسسات الموهوبة واليد العاملة المؤهلة والمختصة من اجل التحكم في التعقيد الصعب الذي يكتسيه النسيج العمراني الذي تتميز به مدينة سكيكدة، وكان المدير العام لديوان الترقية والتسيير العقاري ومدير السكن والعمران، قد قاما باستطلاع عملي إلى مدينة وهران تكليفا من والي سكيكدة، وتصب المهمة في نفس السياق الهادف إلى بعث النسيج العمراني القديم بسكيكدةالمدينة أين وقفت البعثة على الصيانة التي مست البنايات القديمة بوهران التي سيتم بعثها من جديد هي الأخرى، والتي أسندت المهمة بشأنها إلى مؤسسات أجنبية ذات خبرة، كما قام رئيس مكتب الدراسات الاسباني “اكيدوس” بدوره بتقديم مداخلة حول التقنيات التي يجب إتباعها من اجل تحقيق هذا المشروع الفريد من نوعه، وكان المتحدث قد أوكلت له مهمة التحقيق في النسيج العمراني القديم بمدينة قسنطينة وتشخيص التقنيات الواجب اتباها من اجل النهوض بالنسيج العمراني في قسنطينة. إلى ذلك يواجه مواطنو سكيكدة خطر الانهيارات التي كانت قد أتت على الأرواح ليبقى شبح الموت هاجس يؤرق جفون السكان، ومثالنا على ذلك الوضعية التي اقل ما يقال عنها إنها كارثية تلك التي تتقاسمها ثمانية عائلات تنتظر الهلاك تحت أسقف الموت بحي عمار بوشعالة بقلب سكيكدة، اين انتقلنا إلى البناية بطلب من قاطنيها وقد رفع السكان الوضع الكارثي إلى السلطات الولائية في رسالة نداء استغاثة إلى الرجل الأول على مستوى الولاية، من اجل الإسراع في إنقاذهم من موت أكيد معرضون له في آية لحظة، حيث تم تصنيف البناية التي يقطنونها في خانة الخطر مند سنوات والكائنة ضمن النسيج العمراني القديم، وهي واحدة من 2000 بناية آيلة للسقوط حسب تقارير الخبرة المجرات على السكن الهش بالولاية، والذي سبق وان كان انشغال طرح من قبل المنتخبين المحليين للمجلس الشعبي الولائية أمام السلطات الولائية في أول فرصة لقاء به، حيث أبدت السلطات الولائية استعدادها للقضاء على النسج العمراني الهش غير أن طبيعة البناء المتواجد بقلب سكيكدة يستدعي المحافظة عليه قدر الامكان مما يتطلب مخططا خاصا لكيفية ترميمه من جانبهم السكان يطلبون النظر في أرواحهم واجلائهم قبل إن تقع الكارثة، خاصة وان البنايات أصبحت تتساقط بين الفينة والأخرى بشكل رهيب وكانت هناك وفيات وإصابات توصف أغلبيتها بالخطيرة، والأمر كان واضحا خلال التقلبات الجوية الأخيرة التي حصدت العديد من الاراوح الشتاء المنصرم وزادت في حدة اهتراء البنايات القديمة، وعليه تطالب العائلات ضرورة الإسراع في إجلائهم وترحيلهم من هذه البناية التي تترصد بأرواحهم بل تنعدم بها الحياة التي لا تليق أصلا بمقام الآدمي، والسؤال أين وجهة العائلات المأمورة بإخلاء البناية؟ آم ان العائلات مجبرة على الخروج حتى وان كان مصيرها الشارع وافتراش الأرصفة أمام انعدام الحلول التي يفترض أن يكون المسؤول عن إصدار قرار الإخلاء مسؤولا أيضا عن إيجاد مكان الإقامة المؤقت باعتبار أن هذه العائلات منكوبة بامتياز.