حلّ صالح عقيلة، رئيس مجلس النواب الليبي، بالجزائر في زيارة رسمية هدفها بحث الوضع في ليبيا وأفق حلحلة الأزمة الداخلية في البلاد، آملا في أن تلعب الجزائر دورا إيجابيا على صعيد المساعدة في تحقيق الحوار الوطني في ليبيا، في إنتظار ترسيم مشاركة قذاف الدم الذي اقترحته الجزائر بين الفرقاء الليبيين لوضع معالم حلول ولو مبدئية . وتعلّق الحكومة الليبية آمالا كبيرة على زيارة صالح عقيلة إلى الجزائر، مع حرص الأخير على تسريع ترسيم تاريخ لجلسة الحوار الوطني الليبي بالجزائر في القريب العاجل، بعدما كان مقررا نهاية أكتوبر الجاري، لكنه تأجل إلى حين توفر الظروف الملائمة، لضم فرقاء ليبيا على طاولة واحدة وبحث سبل الوصول بالبلاد إلى بر الأمان ووقف مسلسل الحرب الاهلية والتقتيل. وأكد رمطان لعمامرة وزير الخارجية قبل أسبوعين إرادة الجزائر في إقناع الليبيين بأهمية حوار شامل، وبالتوجه نحو المصالحة الوطنية الضامنة لتعزيز شرعية المؤسسات وتعبئة كافة الوسائل والموارد لإعادة بناء هذا البلد الذي يعاني الحرب والمواجهات بين الأشقاء، وقال في تصريحات صحفية "دورنا مسهل، فنحن نسمع للفرقاء ونقرب بين وجهات نظرهم لتبدأ جلسات الحوار سواء في الجزائر وإذا كان الأمر ممكنا في ليبيا سيكون أحسن". ومن المنتظر أن يتباحث عقيلة صالح رفقة لعمامرة وعدد من الوزراء المستجدات المتعلقة بإمكانية مشاركة قذاف الدم في الحوار، علما أن الأخير أعلن استعداده للمشاركة، وأعرب عن ترحيبه بفكرة إجراء محادثات تحت رعاية الأممالمتحدة خارج ليبيا، حيث وجه قذاف الدم، وهو ابن عم معمر القذافي ومساعده السابق، التحية للجزائر لعرض استضافة مثل هذا الحوار، وقال "أنه لا يتوهم أن تعود ليبيا بفضل الجهود التي تبذلها الجزائر إلى الماضي، لكن هناك عناصر من النظام السابق تستحق أن يتم الاستماع إليها"، مؤكدا أن هؤلاء العناصر "لا يريدون العودة إلى النظام القديم"، علما أن قذاف الدم أعلن دعمه للبرلمان المنتخب الذي لا يزال يعقد جلساته في طبرق قائلا: "نحن 2 مليون مهاجر خارج ليبيا، يعني أننا نشكل ثلث سكان ليبيا، نحن قبلنا بهذا البرلمان الذي انتخبه الليبيون رغم أننا لم ندع للمشاركة فيه"، تصريحات إعتبرتها الجزائر والحكومة الليبية دلائل عن مرونة سيتسم بها الحوار المرتقب.