استلمت الجزائر قبل أيام تقريرا مفصلا حول الوضع في ليبيا، خلال زيارة وفد من التجمع العالمي من أجل ليبيا موحدة وديمقراطية إلى الجزائر برئاسة الناشطة فاطمة بن نيران مندوبة التجمع لدى مجلس القبائل الليبية . وكشفت مصادر موثوقة ل"لسلام" أن التقرير الذي سلمه الوفد في زيارته للجزائر شمل تفصيلا حول الوضع الأمني في ليبيا أمام تصاعد العنف المسلح بين أطراف النزاع، كما تضمن قائمة للأطراف الداخلية التي تعيق مسار الحوار الذي ترعاه الأممالمتحدة والوساطة التي أطلقتها الجزائر، والضغوطات الممارسة خارجيا لعرقلة حل النزاع والمصالح الأجنبية في المنطقة، إضافة إلى الوضع السياسي والاجتماعي الإنساني ، الذي وصلت إليه ليبيا مؤخرا. وأضافت المصادرأن فاطمة بن نيران طلبت من الجزائر تسريع مساعي الوساطة بين أطراف الصراع باعتبار الجزائر تسعى لطرح حوار بعيد عن الأجندات والتأثيرات الخارجية، إضافة إلى موقفها الرافض للحل العسكري في المنطقة في ليبيا، أمام تصاعد التهديد المتنامي للجماعات الإرهابية ومخاطر اندلاع حرب أهلية بسبب استمرار القتال ومخاوف من فشل محادثات السلام التي ترعاها الأممالمتحدة. في سياق آخر، انفجرت سيارة مفخخة أمس السبت، أمام بوابة السفارة الجزائرية بليبيا ما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص من حرس أمن السفارات، فيما لم يلحق أي ضرر بمبنى السفارة. وقالت تقارير إعلامية إن قناة تابعة للتنظيم الدولة الإسلامية" داعش" بثت صورة لما قالت إنه الهجوم الذي استهدف مقر السفارة الجزائرية في العاصمة طرابلس الخاضعة لسيطرة جماعة "فجر ليبيا". وأدان وزير الخارجية رمطان لعمامرة التفجير الذي وقع أمام السفارة الجزائرية، وقال أن أي استهداف لمركز دبلوماسي "جريمة في القانون الدولي". وأضاف لعمامرة على هامش لقاء مع تنسيقية أطراف الحوار لحل الأزمة في مالي أمس، أن الجزائر "متمسكة بتأييد الحوار بين الليبيين لإيجاد حل شامل" وقال إن الجزائر "تؤيد الخطوات المتواضعة التي انطلقت في جنيف تحت رعاية الأممالمتحدة". وكانت ميليشيات فجر ليبيا أعلنت بعد ساعات من انتهاء أولى جلسات الحوار الليبي في جنيف، أنها ستوقف إطلاق النار على جميع الجبهات التي تقاتل فيها. وقد أتى هذا القرار رغم عدم مشاركة الميليشيات في الحوار.