توجهت الشركة الصينية هواوي للاتصالات (شركة ذات مسؤولية محدودة)، لإقامة مشروع استثماري ضخم في المملكة المغربية رغم عديد الامتيازات التي حصلت عليها الشركة في الجزائر منذ سنوات جعلها تتقدم على الشركات التنافسية الأخرى المتواجدة في الجزائر منذ الاستقلال مثل سيسكو الأمريكية وايريكسون السويدية. وحسب تفاصيل القضية التي إطلعت عليها "السلام"، فإن الشركة الصينية العملاقة هواوي توجهت للاستثمار في المغرب كمحاولة للضغط من جهة والإنتقام من السلطات الجزائرية من جهة أخرى بعد صدور أحكام قضائية ضدها بعد ثبوت تورطها في قضايا فساد ورشوة في مشاريع مع شركات وطنية منها مشاريع مع شركة اتصالات الجزائر ومشروع توسيع مطار الجزائر الدولي، وتم إثر الحكم القضائي إقصاء الشركة الصينية من المشاركة في الصفقات العمومية. والسبب الثاني حسب ملف القضية، هو عدم رضا الشركة على التضييق والمراقبة المفروضة على إطارات الشركة الصينية وعناصرها في الجزائر، حيث تعمل أجهزة الأمن الجزائرية على منع عناصر الشركة من التنقل في التراب الوطني بكل حرية، وهذا بعد أن اكتشفت المخابرات الأمريكية أن هذه الشركة (هواوي) استغل مكتبها للتجسس في أمريكا، وتم طردهم من الولاياتالمتحدة. أما السبب الثالث فهو الاضطرابات التي شهدتها الشركة الصينية في الجزائر بعد الاضرابات المتكررة لعمالها الذين منعتهم الشركة من تأسيس فرع نقابي يدافع عن حقوقهم والاضرابات لا تزال متواصلة لحد الساعة. يذكر، أن قضية الفساد في فرع الشركة الصينية بالجزائر انفجرت منذ نحو ثلاث سنوات في خضم التحقيق في ملف الطريق السيار شرق غرب، عقب لجنة الإنابة القضائية الدولية التي قادها قاضي التحقيق التابع للغرفة 9 بالقرب من القطب القضائي لسيدي محمد، إلى لوكسمبورغ، حيث كشف التحقيق عن شخصين قد تلقيا رشوة في الخارج في لوكسمبورغ، وعلى علاقة بالصفقات المشبوهة في مجال الاتّصالات السلكية واللاسلكية والأنترنت، والتي أبرمتها مؤسسة اتّصالات الجزائر والشركة الصينية ''هواوي الجزائر''، مقابل دفع عمولات لفائدة شركتي الاستشارة التي يملكها المتّهمان في حسابهما بالخارج.