حقق المنتخب الوطني المهم في أول اختبار له في التصفيات المؤهلة لمسابقة كأس أمم إفريقيا 2017 المقررة بالغابون بعد الإطاحة بالمنتخب السيشيلي أول أمس، بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة برباعية نظيفة. ولا يختلف اثنان حول أن منافس "الخضر" في اللقاء الأخير لم يكن ندا قويا لزملاء سليماني أو بالأحرى لم يتمكن حتى من تسجيل هجمة منظمة أو خلق فرص على مرمى الحارس عز الدين دوخة الذي بدا مرتاحا طيلة ال 90 دقيقة وهذا إن دل على شيء إنما يدل على أن "المحاربين " لم يخوضوا أي تحد صعب يذكر ومواجهة "القراصنة" لم تختلف عن مجابهة أي فريق هاو أو بصريح العبارة من دون هوية. اعتماده على 10 محترفين أمام خصم متواضع يطرح التساؤلات والأكثر من ذلك هو أن المدرب الوطني كريستان غوركوف أخذ اللقاء على محمل الجد أكثر من اللزوم، رغم قيامه بجولة قادته إلى جنوب إفريقيا أين قام بالوقوف على حالة المنتخب السيشيلي والمنافس الثاني ل "الخضر" لوزوطو بشكل شخصي خلال دورة ودية أقيمت هناك وتأكد من ضعف مستواهما. والغريب في الأمر هو أن التقني الفرنسي أظهر حالة من الجدية لا تعكس طبيعة المنافس، هذا الأمر لا يعاب عليه أكثر من قيامه بالاعتماد على تشكيلة شبه أساسية تعتمد على الركائز المحترفة من دون براهيمي وفيغولي اللذين لولا إصابتهما لسجلا تواجدهما ضمن تشكيلة ال 11 لاعبا التي خاضت اللقاء. الفرصة كانت مواتية لتجريب المحليين والفرنسي حرمهم منها ولعل المفارقة العجيبة الأخرى التي لا يوجد لها أي تفسير هو تواجد 7 محليين على دكة بدلاء ولم يتسنى سوى للحارس دوخة المشاركة في كامل أطوار اللقاء، مع دخول إبراهيم شنيحي بديلا في الشوط الثاني، على الرغم من أن الفرصة كانت جد مواتية لتجريب الوجوه المحلية والوقوف على وضعيتها تحسبا لضمها مستقبلا أو استبعادها، وهو الأمر الذي يمكن نسبه إلى أن التقني الفرنسي قرر استدعائهم فقط من أجل ملء لائحته ال 23 لاعبا وإلا فما الدافع وراء استدعائهم من دون تجريبهم أمام منتخب جد متواضع. الأنانية هو العنوان الأبرز للمباراة التصفوية الأولى "عدم الوقوف على وضعية المحور الدفاعي الذي سبب الصداع كثيرا للناخب الوطني" بما أن هذه الجبهة لم تعش لحظات صعبة في اللقاء الأخير، "ولا التأكد من مدى جاهزية المحاربين لما هو قادم من مواعيد" في ظل تواضع المنافس، هما عنوانين مناسبين لأولى مواجهات المنتخب الوطني في تصفيات كان 2015، ولعل السمة الأبرز الذي أبات عليها النخبة الوطنية هو التفنن في تضيع الفرص، بعدما غلب طابع التسرع والأنانية على أداء اللاعبين، وهذا راجع إلى أن جل اللاعبين كانوا يرغبون في التسجيل وتدعيم رصيدهم الدولي من جهة وكسب ثقة غوركوف تحسبا للمواعيد المقبلة من جهة أخرى، و هذا ما حرمهم من نتيجة كانت ستكون أكبر في تاريخ مشاركات "الخضر" أو تكرار سيناريو نسور قرطاج الذي قصف ضيفه جيبوتي ب 8 أهداف كاملة.