أعرب أول أمس الموسيقار والفنان العراقي نصير شمة تفاؤله بمستقبل الثورات العربية، مشيرا إلى درجة النضج والوعي اللذين بلغتهما الشعوب العربية ونضالها من أجل استعادة الحرية والكرامة وقهر الظلم. قال شمة في تصريح على هامش افتتاح المهرجان الثقافي الدولي للإنشاد بتلمسان بنوع من التحفظ إن البلدان العربية التي قامت بها الثورات عرفت ظلما واستبدادا وجاءت هذه الثورات كرد فعل طبيعي وأضاف المتحدث أنه ضد فكرة المؤامرات الأجنبية فالثورات نتيجة طبيعية وحتمية لأوضاع سائدة. وبخصوص مشاركته في المهرجان الثقافي الدولي للإنشاد بتلمسان قال نصير شمة «شرف لي أن أشارك في مهرجان بتلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011، وافتتح مهرجان النجف عاصمة الثقافة الإسلامية 2012 من خلال نفس العمل «ليلة العشق الإلاهي»، وهو عمل مقتبس من نصوص أبومدين الغوث وأقطاب آخرون وهذا العمل يجمع فنانين من مصر، سوريا، تلمسانوقسنطينة وهو يمثل العراق. وقال بأنه منذ عشر سنوات وهو يقدم ليالي العشق الإلاهي، واعتبر هذه الليالي زكاة عن الموهبة، وأن الإنسان كلما أعطاه الله هبة سواء مادية أو معنوية عليه أن يزكي عليها «والحمد لله، منحني الله الموهبة وأنا أزكي عليها بتقربي من الله، كما يشاركني في ذلك أصدقاء من كل القارات، وذكر المتحدث أن الإنشاد بدأ مع الرسالة المحمدية، حيث وقعت القطيعة بين ما قبل الإسلام والإسلام، ولكن المبدعين من الشعراء لم يستطيعوا كبت إبداعاتهم، فحولوها إلى مدح للنبي الكريم، فتحولت أشعارهم إلى مناجاة لربهم، هكذا بدأت المقامات شعرا وترنيما من دون موسيقى، للبوح بما في الصدور حبا لله وللرسول صلى الله عليه وسلم، وأول قصيدة أنشدت مدحا لخاتم الأنبياء على مسامعه استحسنها، ولم يمانع، ثم بعد ذلك دخلت الدفوف لضبط إيقاع الصوت. وأضاف شمة أن الإنشاد يعود إلى عشر طرق صوفية بدأ مع الحسن والحسين وانتشر عبر الأندلس، وبعد انهيار الأندلس انتشر هذا الفن وانتقلت هذه الفرق بالجزائر والمغرب وتونس، كما كان لدخول الإسلام إلى تركيا دور في تطور هذا الفن وفي العراق عدة مدارس صوفية. وقال الفنان نصير شمة الذي يعمل حاليا في مدرسته بيت العود العربي في القاهرة بمنزل أثري في القاهرة الفاطمية «بيت الهراوي»، وهو مشروع أنشأه لتأسيس مواصفات عازف العود المنفرد. هذا إضافة لإشرافه على فرع بيت العود العربي الذي افتتحه في أبو ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة عام 2007، أن بيت العود في قسنطينةبالجزائر، مشروع واعد وهناك عدد كبير من الطلبة الجزائريين عبروا عن رغبتهم في الدراسة ببيت العود بقسنطينة، «وأطمح أن أفتح بيت العود في كل ولاية من تراب الجزائر»، ويواصل شمة عروضه المتواصلة داخل وخارج الوطن العربي، واهتمامه المباشر بمؤسسة طريق الزهور التي تعنى بعلاج وتعليم أطفال عراقيين داخل وخارج العراق، إضافة لاهتمامه بالقضايا الإنسانية والوطنية على امتداد الوطن العربي وبشكل أوسع لتشمل القضايا الإنسانية في العالم، وآخرها التحضير لجولة لمساعدة شعب الصومال على مقاومة الجفاف الذي يضرب أرضه بالتعاون مع الأممالمتحدة. للتذكير يعتبر نصير شمة من عمالقة العازفين على آلة العود في العالم وله عدة مشاركات في مهرجانات كبيرة.