أكد مصدر أمني موريتاني الجمعة أن الجيش الموريتاني قتل مسؤولا كبيرا في القاعدة هو العقل المدبر لهجمات شنها التنظيم عام 2008 في البلاد، وذلك في غارة الخميس على غابة في واغادو على الحدود مع مالي. أكد نفس المصدر لوسائل إعلام موريتانية أن العقل المدبر للهجمات التي شنتها عام 2008 العصابات الإجرامية ضد بلدنا الموريتاني طيب ولد سيدي علي قتل خلال قصف استهدف عناصر معاديين في واغادو. وأضاف المصدر أن المجرم الخطير كان على متن إحدى السيارتين اللتين دمرتا في القصف الذي شنه الطيران الموريتاني مع إرهابيين آخرين. وتابع “تعرفنا إليه رسميا. لقد مات، كان سيفجر سيارات في موريتانيا في إطار مهمة انتحارية غالبا ما يكلف بها. وأعلن الجيش الموريتاني قصف مواقع شمال دولة مالي، بعد رصده لعناصر من تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي يتمركزون هناك، تمهيدا لشن هجمات على الأراضي الموريتانية. وقال بيان مقتضب للجيش الموريتاني الخميس إن سلاحه الجوي نفذ غارات استباقية ضد عناصر إرهابية كانت تتأهب لمهاجمة الأراضي الموريتانية، انطلاقا من غابة واغادو داخل الأراضي المالية. ولم يكشف الجيش الموريتاني ما إذا كانت تلك الضربات بمثابة بداية حملة عسكرية جديدة ضد عناصر تنظيم القاعدة المتحصنين داخل غابة واغادو، أم أن الأمر يتعلق بضربات جوية خاطفة وغير مستمرة. وكان ممثلون عن أربع دول من منطقة الساحل وهي الجزائر، موريتانيا، مالي والنيجر قد عقدوا الاثنين الماضي اجتماعا أمنيا بالعاصمة المالية باماكو لتنسيق الجهود بشأن كيفية التصدي للانتشار غير المسبوق للسلاح بمنطقة الساحل، وكذا تنامي نشاط القاعدة مستفيدة من الوضع الهش الذي نجم عن انهيار النظام الليبي. وجاء هذا الهجوم الموريتاني على معاقل القاعدة في غابة واغادو غرب مالي غداة هذا الاجتماع الأمني لدول الساحل الذي يكون قد أعطى الضوء الأخضر لسلطات نواكشوط لتنفيد غارات على معاقل القاعدة قرب الحدود الموريتانية. وذكرت مصادر أمنية مطلعة أن الأزمة الليبية أدت إلى انتشار غير مسبوق للأسلحة بمنطقة الساحل بحيث أصبحت تشكل تهديدا لأمن الدول المجاورة، فضلا عن تقوية شوكة تنظيم القاعدة التي يسيطر حاليا على مناطق بأكملها في شمال مالي على غرار غابة واغادو على الحدود مع موريتانيا، بعد أن أضحى أمنها مهددا بتواجد عناصر للتنظيم هناك حيث يستعملون الغابة المحصنة كقاعدة خلفية لعملياتهم داخل التراب الموريتاني. وتعتبر غابة واغادو أحد أهم المعاقل التي لجأ إليها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في الآونة الأخيرة، بعد اشتداد الضغط العسكري والأمني عليه، إثر العمليات العسكرية التي نفذتها موريتانيا خلال السنتين الأخيرتين ضد معاقل هذا التنظيم في صحراء مالي، وتتميز تلك الغابة بكثافتها وتداخلها وضيق طرقاتها، وتبلغ مساحتها 80 كلم طولا و40 كلم عرضا، وتبعد عن الحدود الموريتانية المالية بأقل من 100 كلم. وذكرت مصادر مطلعة أن التدخل العسكري الموريتاني جاء بسبب تقاعس السلطات المالية عن دورها في مكافحة انتشار القاعدة على شريطها الشمالي بدعوى عدم وجود إمكانات لإنجاح المهمة. وكانت دول الساحل الأربع وهي الجزائر، موريتانيا، مالي والنيجر قد قامت مؤخرا بتشكيل خلية أمنية لمواجهة التدفق الكبير للسلاح من ليبيا نحو المنطقة وكذا تبادل المعلومات لمواجهة خطر القاعدة.