أعلن الجيش الموريتاني، أول أمس الخميس، عن قيام طيرانه الحربي بعمليات قصف استهدفت معسكرات للفرع المغرابي للقاعدة داخل غابة واغادو بشمال مالي، وفيما لم تتسرب تفاصيل أخرى عن نتائج القصف الجوي، لم تستبد مصادر عليمة أن يكون القصف عبارة عن تمهيد لعملية عسكرية كبيرة يرتقب أن يشنها الجيش الموريتاني بالمنطقة. قصف الجيش الموريتاني مواقع بغابة واغادو بشمال مالي، بعد رصده لعناصر من تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي يتمركزون هناك، وقالت مصادر أمنية محلية أن هذه الغارات الجوية تأتي تمهيدا لشن هجمات على معاقل للفرع المغربي للقاعدة بالمنطقة، ووصف بيان مقتضب للجيش الموريتاني صدر أول أمس الخميس أن العمليات التي قام بها سلاحه الجوي بالاستباقية ضد عناصر إرهابية كانت تتأهب لمهاجمة الأراضي الموريتانية، انطلاقا من غابة واغادو داخل الأراضي المالية. ولم تتسرب معلومات أو تفاصيل إضافية عن القصف الجوي الموريتاني لغابة واغادو، كما لم يتحدث الجيش الموريتاني عن وقوع أي خسائر بشرية أو مادية جراء تلك الضربات الجوية، واكتفى بقوله إن القصف جاء لتدمير معسكر العدو، بينما لم يصدر أي رد فعل حتى الآن من تنظيم القاعدة على تلك الضربات الاستباقية، ولم يكشف ما إذا كانت تلك الضربات بمثابة بداية حملة عسكرية جديدة ضد عناصر تنظيم القاعدة المتحصنين داخل غابة واغادو، أم أن الأمر يتعلق بضربات جوية خاطفة وغير مستمرة، وكان الجيش الموريتاني قد أعلن نهاية جوان الماضي عن تدمير معسكر القاعدة بغابة واغادو بعد هجوم نفذته وحدات خاصة موريتانية، وتحدث عن قتل 15 من عناصر القاعدة المتحصنين في غابة واغادو أثناء العملية العسكرية التي استمرت أيام ضد تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وصرح قائد العمليات في الجيش الموريتاني العقيد إبراهيم فال ولد الشيباني في مؤتمر صحفي بنواكشوط، أن سبعة عناصر من الجيش الموريتاني أصيبوا في العملية توفي اثنان منهم في وقت لاحق، بينما أصيب الخمسة الآخرون بجروح خفيفة ويجري حاليا علاجهم في المستشفي العسكري بنواكشوط. وتعتبر غابة واغادو أحد أهم المعاقل التي لجأ إليها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في الآونة الأخيرة، بعد اشتداد الضغط العسكري والأمني عليه، إثر العمليات العسكرية التي نفذتها موريتانيا خلال السنتين الأخيرتين ضد معاقل هذا التنظيم في صحراء مالي، وتتميز تلك الغابة بكثافتها وتداخلها وضيق طرقاتها، وتبلغ مساحتها 80 كلم طولا و40 كلم عرضا، وتبعد عن الحدود الموريتانية المالية بأقل من 100 كلم، ويعتقد بأن الفرع المغرابي للقاعدة قد أقام بها مستودعات لأسلحة ثقيلة نهبها من ليبيا. ورغم نهج العمليات الاستباقية، الذي تبناه النظام الحاكم منذ نحو سنتين ضد تنظيم القاعدة، لا زال يثير جدلا في الساحة الموريتانية، حيث ظلت المعارضة تقول إنه يعود إلى قاموس وزير الدفاع الأميركي الأسبق رونالد رمسفيلد، محذرة من مخاطر الزج بالقوات المسلحة في معارك خارج الحدود، تواصل نواكشوط سياسته القائمة على العمليات الاستباقية للقضاء على المجموعات الإرهابية خارج أراضيها.