أكد الطيب لوح، وزير العدل حافظ الأختام، من القاهرة أن التشريع الجزائري في مجال مكافحة الإرهاب سيتعزز قريبا بإصدار قانون يجرم كافة الأعمال التحضيرية ذات الصلة بتنقل الأشخاص إلى مناطق النزاعات . أبرز لوح، في كلمة ألقاها في أشغال الدورة ال31 لمجلس وزراء العدل العرب، أن الإرهاب يعد أكبر تهديد لأمن الأمة العربية بحكم ارتباطه بعوامل داخلية وخارجية تغذيه وتعمل على انتشاره وتجذره، وقال في هذا الصدد " أنه وبالرغم من كل الجهود الوطنية والإقليمية نشهد اليوم تنامي ظاهرة الإرهاب واستقطاب العديد من الشباب بشكل غير مسبوق للانتقال إلى مناطق النزاعات متأثرين بالدعاية الهدامة التي تنشرها وتحث عليها الجماعات الإرهابية بكافة الوسائل ومنها على وجه الخصوص التكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال"، وأشار الوزير إلى أن ظاهرة المقاتلين الإرهابيين الأجانب قد باتت تهدد الدول في كيانها وتؤجج النزاعات الدولية، وأضاف أن الأمر يستدعي من مجلس وزراء العدل العرب إيلاءها الاهتمام اللازم، بإدراجها في جدول أعماله تحت بند مكافحة الإرهاب على غرار ما قامت به المجموعة الدولية ومجلس الأمن، كما أكد لوح أن ظاهرة الإرهاب ليست الخطر الوحيد المحدق بالأمة العربية، مشيرا إلى وجود تحديات أخرى أفرزتها اختلالات النظام الدولي الراهن وما بات سائدا فيه من تنكر للشرعية الدولية وعدم احترام للأسس والمبادئ التي قامت عليها منظمة الأممالمتحدة مما أدى إلى انعدام الأمن ولاستقرار وتفشي الفقر ونزوح مئات الآلاف من الأشخاص تاركين بيوتهم وأوطانهم، وأشار الوزير أن مسألة السلم والأمن في الوطن العربي من أهم هذه التحديات والقضية المحورية في كل ما يتهدده أو تعيشه بعض أقطاره من أوضاع مشحونة بكافة أسباب الفتن وعدم الاستقرار، من جهة أخرى، ذكر لوح بالانجازات التي حققتها الجزائر في مجال تطوير قطاع القضاء وتعزيز استقلال السلطة القضائية تحت رعاية رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، وقال في هذا الصدد بأن العدالة شهدت طفرة حقيقية في أساليب تسييرها بإدخال التكنولوجيات الحديثة في تسيير العمل القضائي وتقديم الخدمات للمواطن كما يجري تطوير مناهج تكوين القضاة وتحيين المنظومة التشريعية بشكل مستمر لمواكبة التحولات الاجتماعية وما يعرفه العالم من مستجدات، مؤكدا رغبة الجزائر في تعزيز التعاون الثنائي لتبادل التجارب والخبرات مع الدول العربية.