ربط سامي بن الشيخ حسين المدير العام للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة بعظا من مشاكل الجزائر مع منظمة التجارة الدولية والإتحاد الأوروبي بعدم احترام حقوق المؤلف والحقوق المجاورة واصفا وضعية الجزائر ب"الصعبة". وأضاف بن الشيخ خلال مشاركته أمس في منتدى الأمن الوطني بالمدرسة العليا للشرطة علي تونسي بالعاصمة بمناسبة اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، أن 40 بالمائة من المساءلات التي وجهت للجزائر في واشنطن تتعلق بحقوق المؤلف، حيث تلقت أكثر من 100 سؤال من طرف الولاياتالمتحدة في إطار المفاوضات حول الاتفاق التجاري المرتبط بمسار الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية. وانتقد الجانب الجزائري تصنيف التقرير الأمريكي حول حقوق المؤلف والحقوق المجاورة في الجزائر والذي صنفها ضمن قائمة الدول التي يجب مراقبتها في مجال الملكية الفكرية. وجاء ذلك رغم مطابقة القوانين الجزائرية للمعايير الدولية في مجال حماية الملكية الفكرية، فضلا عن أن الجزائر طرف فعال في مختلف الاتفاقيات الدولية المتعلقة بمكافحة القرصنة والغش وحماية حقوق الملكية الفكرية على الانترنت. وأوضح بن الشيخ أن الديوان الوطني لحقوق المؤلف ينتهج إستراتيجية اعتمدت في المستوى الأولي على تحسيس المجتمع المدني بمختلف شرائحه وذلك من خلال دورات تكوينية استفاد منها عناصر الأمن الوطني على غرار الدورات المنظمة من قبل الديوان بمدرسة الشرطة لسحاولة، دورات موجّهة للقضاة وأخرى لتكوين الأعوان العاملين في مجال تطبيق القوانين الخاصة بحماية حقوق المؤلف والحقوق المجاورة في البيئة الرقمية، فضلا على تنظيم ملتقيات وأيام دراسية حول نفس الموضوع، زيادة على التدخل عن طريق النشاطات وعمليات تحسيسية لفائدة التلاميذ ومختلف التدّخلات عن طريق وسائل الإعلام. وفي السياق، ينتظر أن يطلق الديوان حملة إعلامية كبيرة انطلاقا من الثلاثاء القادم وإلى غاية نهاية الشهر للتوعية والتحسيس لدعم الإبتكار وحماية حقوق المؤلف. ويعمل الديوان في مستوى التدخل الميداني من خلال محاربة كل الإعتداءات القائمة ضد أصحاب الملكية الفكرية والفنية. للإشارة فإن عمل الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، انبثق إنطلاقا من احتياجات المؤلف التي استدعت وضع شروط لاستغلال المصنف الفني. وتعمل المديرية المركزية للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة بالتنسيق مع ثلاث مديريات جهوية في الشرق الوسط والغرب، تشرف على 14 وكالة. يذكر أن اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف والحقوق المجاورة يتزامن مع 23 أفريل بإقرار من منظمة اليونيسكو إحياء لذكرى وفاة أكبر المؤلفين ويتعلق الأمر بكل من سالفانتاز وشكسبير، يليه اليوم العالمي للملكية الفكرية المصادف لتاريخ 26 أفريل من كل سنة. إتلاف قرابة مليوني دعامة سمعية بصرية نهاية الشهر ينظم الديوان نهاية الشهر الجاري عملية لإتلاف مليون و800 ألف دعامة سمعية بصرية بحضور وزراء أعضاء من السلك الديبلوماسي وفنانين على غرار الشاب خالد، مامي وتاكفاريناس. وجاءت المبادرة مرة أخرى على حد تصريح المدير العام للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة من أجل توجيه إشارة حول أخطار القرصنة على حقوق المؤلف. وسبق للديوان أن أتلف أكثر من مليون ونصف دعامة بصرية مقلدة يوم الثالث افريل من سنة 2014 سبقتها عملية إتلاف أكثر من مليون دعامة سمعية بصرية منتصف شهر أكتوبر سنة 2012 . فوضى السمعي بصري تسقط حق الديوان في رفع المخالفات والمتابعة المدير العام لديوان حقوق المؤلف يفتح النار على القنوات الخاصة وجّه سامي بن الشيخ حسين المدير العام للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة نداء لجميع القنوات الخاصة العاملة بدون اعتماد في الجزائر لاحترام القانون في استغلال المصنفات الفنية والفكرية احتراما لحقوق المؤلف، مشيرا أن واشنطن تدخلت مؤخرا في لوكسمبورغ من أجل غلق قناة كبيرة بسبب بثها لرسوم متحركة بدون موافقة الجهة المنتجة، مبررا الموقف الأمريكي باهتمامه بصناعة السينما التي تعتبر مصدر دخل وطني. وأكد مدير الديوان أن مصالحه تعتبر الممثل الشرعي للمنتجين الجزائريين داخل الوطن وخارجه، واصفا وضع الجزائر في المجال ب"الصعب". وانتقد مدير الديوان قفز القنوات الخاصة في الجزائر فوق مصالحه في استغلال الأفلام، الأشرطة، والموسيقى دون دفع مستحقات يقول أنها "بسيطة"، مضيفا "أخشى أن يتم حجز طائرة أو باخرة جزائرية خارج الوطن بسبب غرامات عدم احترام حقوق المؤلف"، مشيرا إلى غياب هيئة سبر أراء لقياس نسبة القرصنة في الجزائر والأضرار التي تكبدها. وذكّر المتحدث بأن القانون الجزائري واضح فيما يخص استغلال أي مصنف. وفي المقابل، استغرب مسيرو مكاتب قنوات في الجزائر تصريحات المدير العام للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة وأكدوا أنه لا يملك الصفة الشرعية في رفع مخالفات عدم احترام حقوق المؤلف من خلال استغلال مصنفات فنية من قبل قنوات تلفزيونية من منطلق أن كل القنوات النشطة في الجزائر هي قنوات أجنبية يمكنها أن تبث في أي مكان من العالم، فعدم وضوح الرؤية في قطاع السمعي البصري يلغي دور الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة في متابعة مكاتب قنوات موجودة في الجزائر. آليات قانونية تقنّن مختلف تدخلاتها الميدانية الشرطة تحجز أزيد من 400 ألف دعامة فنية مقلدة أوضح فيصل حساني نائب مدير القضايا المالية والإقتصادية بمديرية الشرطة القضائية أن ذات المصالح تتدخل في الميدان عن طريق فرق خاصة بناء على معلومات ترد إليها أو عن طريق الدوريات الأمنية الروتينية، أين يتم تحرير محاضر معاينة من قبل مصلحة الضبطية القضائية تتبع بالحجز التحفظي للمصنفات مع وضع عينات في متناول الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة قبل البث فيها من قبل الجهات القضائية. ومن جهتها سجلت المديرية العامة للأمن الوطني خلال السنة الفارطة حجز 413762 دعامة فنية مع توقيف 225 شخصا مقابل حجز 334386 دعامة فنية وتوقيف 195 شخصا خلال سنة 2014. وأبدت المديرية العامة للأمن الوطني اهتمامها بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة انطلاقا من الدور الكبير الذي تلعبه هذه الفئة في مجال التوعية والوقاية من مختلف الآفات. ويأتي تدخل مصالح الشرطة القضائية بقوة القانون والاتفاقيات الإقليمية والدولية لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، حيث لم تقتصر آليات حماية حقوق المؤلف والحقوق المجاورة على التشريعات الداخلية فحسب على غرار المادة 44 من القانون 16/01، بل امتدت إلى إطار دولي عكف على تبيان آليات هذه الحماية وتمثلت في اتفاقية برن لحماية المصنفات الأدبية والفنية المؤرخة المبرمة في 9 جوان 1886 التي انضمت إليها الجزائر بتاريخ 13 سبتمبر 1997، معاهدة الويبو الخاصة بحق المؤلف، اتفاقية جنيف لحماية منتجي الفونوغرامات الموقعة في 29 أكتوبر1971، الاتفاقية الدولية لحقوق المؤلف، الإتفاقية العربية لحماية حقوق المؤلف، اتفاقية بروكسل، اتفاقية جنيف واتفاقية مدريد. وقدّم ممثل المديرية العامة للأمن الوطني عرضا مفصلا أبرز فيه الجهود الكبيرة التي تقوم بها مختلف فصائل الشرطة المنتشرة عبر كامل التراب الوطني في تصديها لظاهرة التقليد والقرصنة التي تمس مجالات الملكية الفكرية والصناعية، مذكرا في ذات السياق بالإتفاقية التي أمضتها المديرية العامة للأمن الوطني مع الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة سنة 2013، كما تم التطرق الى الجانب التوعوي والتحسيسي الذي تقوم به الشرطة الجزائرية اتجاه مختلف شرائح المجتمع خاصة فئة الشباب، للتحذير من مخاطر التقليد، وذلك في إطار تجسيد المخطط الإتصالي للمديرية العامة للأمن الوطني، الذي يهدف إلى تكريس مبدأ الشراكة والتواصل.
وسبق لإطارات المديرية العامة للأمن الوطني أن شاركوا خلال السنة الفارطة في أشغال الملتقى الدولي حول حقوق المؤلف والحقوق المجاورة، تحت شعار "الملكية الفكرية من التصميم إلى التطبيق"، المنظم من طرف الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة بالتنسيق مع سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية في الجزائر وكذا الغرفة التجارية الجزائريةالأمريكية.