كشف لبراوي منير، مهندس معماري على مستوى اقامة اوربان 2000 بالعاشور في العاصمة، أنّ سبب انهيار بناية تتكوّن من طابق ارضي وطابقين آخرين أمس بالإقامة المذكورة تعود إلى أسباب تقنية بحتة، في حين يرجّح انهيار بناية أخرى مجاورة في طور الانجاز بذات الإقامة التي تعدّ من أرقى الأحياء بالعاصمة. وأوضح ذات المهندس أن صاحب مشروع البناية المنهارة اقترب خلال الأشغال من حدود بناية ثانية وشيّد قاعدتها الأرضية على مساحة ترابية قصيرة فيما بقي جزء منها مبني على الفراغ ما جعلها تنهار وتتحوّل إلى ركام. وأفاد المهندس المعماري أن المصالح التقنية لبلدية العاشور تلقت اخطارا بخطورة البناية وتنقلت الى عين المكان لكنها لم تتخذ أي اجراء لوقف الأشغال. وشيّدت البناية المنهارة حسب ما عاينته "السلام " خلال تواجدها في موقع الحادث على مساحة مجاورة لمشروع بناية أخرى تتكفل بها شركة سوبيراف داخل الإقامة،والتي أقيمت هي الأخرى على كتلة ترابية هشّة ما يهدّد بانهيارها خاصة أن المنطقة معروفة برطوبة تربتها،فضلا على أن إنهيار البناية التي كانت مجاورة لها تؤدي حتما إلى انجراف التربة وانزلاق الأرضية ما سيؤثر على أساسات هذه العمارة. وتقدّمت الأشغال بالبناية المنهارة إلى نسبة 80 بالمائة تحت اشراف يد عاملة أجنبية كانت تحضّر لعملية الطلاء الخارجي للبناية خلال الأيام القادمة ما يؤكد أن صاحب المشروع كان يسلمها في أقرب الآجال ضاربا عرض الحائط كل الاختلالات المسجّلة في المشروع. وتبيّن من خلال حديثنا مع بعض السكان أن نسبة كبيرة من المشروع السكني داخل الاقامة تكفّل به مقاول معروف يملك نفوذا كبيرا يدعى "صحراوي" والذي سبق أن استفاد من مشاريع سكنية راقية ضخمة على مستوى بلدية بن عكنون. ويذكر أن حادث الإنهيار وقع في حدود الساعة منتصف النهار و30 دقيقة دون أن يخلف إصابات بشرية، كون البناية وأثناء سقوطها كانت خالية من السكان رغم انتهاء الأشغال بها عدا بعض العمال الذين يرتادونها، فيما وجد سرير في مكان الحادث ما جعل مصالح الحماية المدنية ترجح فرضية وجود ضحية تحت الأنقاذ وتكثف الأبحاث للتأكد من خلوه من أي ضحايا تحت الأنقاذ. من جهتها، باشرت المصالح التقنية للشرطة العلمية تحقيقاتها بعد معاينة موقع الحادث. للإشارة، فإن الحادث خلّف حالة من الذعر وسط سكان الأحياء المجاورة خاصة المستفيدين الجدد من سكنات عدل بالعاشور والذين تنقلوا إلى مكان الحادث ليؤكدوا لنا أن مستوى مياه الصرف الصحي بلغت مترين فوق الأرض بسبب عدم استكمال انجاز قنوات الصرف ما يهددّ البنى التحتية لتلك العمارة بالتضرّر من الرطوبة العالية.