هدّد محمد تشولاق، الأمين العام للفدرالية الوطنية لعمال البريد والمُواصلات، المنضوية تحت لواء الإتحاد العام للعمال الجزائريين UGTA، هدى إيمان فرعون، وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والإتصال، بشل القطاع من خلال إضراب عام في الأيام القليلة القادمة، تنديدا ببعض بنود قانون البريد والاتصالات الإلكترونية، خاصة منها القائلة بخوصصة الإنترنت والهاتف الثابت قصد تحسين الخدمتين اللتين أرقت رداءتهما في السنوات الأخيرة المواطن والوزارة على حد سواء. كشفت مصادر من محيط مؤسسة إتصالات الجزائر ل "السلام"، أن حراكا مريبا تعرفه أروقة المؤسسة في الفترة الأخيرة طفت معالمه على السطح في اليومين الأخيرين، يقوده مسؤولون محسوبون على أزواو مهمل، الرئيس المدير العام السابق لمؤسسة إتصالات الجزائر، الذي أقالته وزيرة القطاع هدى إيمان فرعون، ودخل فيه على الخط وبقوة الإتحاد العام للعمال الجزائريين، الذي جند النقابات وجميع المؤسسات التابعة للفدرالية الوطنية لعمال البريد والمُواصلات للمشاركة في إضراب محتمل يحضر له محمد تشولاق، يهدف لشل إتصالات الجزائر وعندما تشل الأخيرة يعني أن كل المؤسسات والهيئات والمصالح في البلاد التي تعتمد بنسبة 85 بالمائة كأدنى تقدير على الإنترنت في تأدية مهامها ستشل هي الأخرى بطبيعة الحال، هذا الحراك هدفه الضغط على الوزيرة ودفعها لمراجعة بعض المواد التي تضمنها قانون البريد والإتصالات الجديد خاصة ما تعلق بخوصصة إتصالات الجزائر هذا من جهة، وتعبيرا عن رفض الهيكلة الجديدة التي فرضتها الوزيرة على مستوى مناصب مسؤولي هياكل ومصالح المؤسسة من جهة أخرى. في السياق ذاته أشارت مصادرنا إلى أن حراك الأمين العام للفدرالية الوطنية لعمال البريد والمُواصلات هذا، يعتبر تتمة لمسعى أزواو مهمل الذي كان قد جند في وقت سابق عملائه الناشطين في إتصالات الجزائر قصد التلاعب ببرامج التحكم في الإنترنت على مستوى عديد الولايات وخلق فوضى وسط المشتركين، سعيا منه للتشويش على هدى إيمان فرعون، انتقاما منها عقب تنحيته من منصبه. أسرت مصادر من محيط "آلجيري تيليكوم" ل "السلام" تعمّد بعض إطارات المؤسسة المحسوبين على أزواو مهمل الرئيس المدير العام السابق للمؤسسة، بأوامر من الأخير وبالتنسيق مع بعض مدراء وحدات المؤسسة في بعض ولايات الوطن قطع خدمة الإنترنت أو خفض تدفقها على المشتركين بين الفينة والأخرى، قصد خلق فوضى في القطاع والعمل على إستفزاز المُشتركين وتوجيههم لتبني السخط على الوزيرة، في إطار مسعى عام يصب في إطار التشويش على عمل هدى فرعون، انتقاما منها لقرار تنحية مهمل من منصبه. كما أبرزت مصادرنا حرص بعض مدراء وحدات إتصالات الجزائر عملا بتعليمات إطارات المؤسسة المجندين من طرف الرئيس المدير العام السابق المُقال، على خلق بعض المشاكل التقنية في قطاع الإتصالات خاصة ما تعلق بخدمة الإنترنت، على غرار قطع الشبكة على بعض المناطق، وخفض تدفقها في مناطق أخرى، فضلا عن التلاعب ببرامج التحكم في خدمة الجيل الثالث 3G والتلاعب بفواتيرها المالية.